كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 7)
@ 14 @
سما في بيض مشوي فأنا اموت منه وليس لمحمد في أمري صنع لكنه قد أخذ قطعة من أموالي وأمتعتي وجعل يحشوها في المساور وتباع المسورة في السوق بمحضر من أمين السلطان بخمسة دراهم ووضع عليها من يشتريها ويحملها اليه فيكون فيها امتعة تساوي ثلاثة آلاف دينار فأشهدوا على ذلك وكان صاحب الخبر حاضرا فكتب ذلك وسيره وندم البزوفري على ما فعل ثم مات حامد في رمضان من هذه السنة
ثم صودر علي بن عيسى بثلاثمائة ألف دينار فأخده المحسن بن الفرات ليستوفي منه المال فغذبه وصفعه فلم يؤد اليه شيئا وبلغ الخبر الوزير أبا الحسن بن الفرات فأنكر على ابنه ذلك لأن عليا كان محسنا إليهم إيام ولايته وكان قد اعطى المحسن وقت نكبته عشرة آلاف درهم وأدى علي بن عيسى مال المصادرة وسيره ابن الفرات إلى مكة وكتب إلى أمير مكة ليسيره إلى صنعاء ثم قبض ابن الفرات على أبي علي بن مقلة ثم أطلقه
وقبض على ابن الحواري وكان خصيصا بالمقتدر وسلمه إلى ابنه المحسن فعذبه عذابا شديدا وكان المحسن وقحا سيء الأدب ظالما ذا قسوة شديدة وكان الناس يسمونه الخبيث ابن الطيب وسير ابن الحواري إلى الأهواز ليستخرج منه الأموال التي له فضربه الموكل به حتى مات وقبض أيضا على الحسين بن أحمد ومحمد بن علي الماذرائيين
وكان الحسين قد تولى مصر والشام فصادرهما على الف الف دينار وسبعمائة الف دينار ثم صادر جماعة من الكتاب ونكبهم
ثم إن ابن الفرات خوف المقتدر من مؤنس الخادم وأشار عليه بأن يسيره عن الحضرة إلى الشام ليكون هنالك فسمع قوله وأمره بالمسير
وكان قد عاد من الغزاة فسأل أن يقيم عدة أيام بقيت من شهر رمضان فأجيب إلى ذلك وخرج في يوم شديد المطر وسبب ذلك أن مؤنسا لما قدم ذكر للمقتدر ما اعتمده ابن الفرات من مصادرات الناس وما يفعله ابنه من تعذيبهم وضربهم إلى غير ذلك من أعمالهم فخافه ابن الفرات فأبعده عن المقتدر
الصفحة 14
520