كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 7)
@ 15 @
ثم سعى ابن المقتدر بنصر الحاجب وأطمع المقتدر في ماله وكثرته فالتجأ نصر إلى أم المقتدر فمنعته من ابن فرات
$ ذكر القرامطة $
وفيها قصد أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الهجري البصرة فوصلها ليلا في ألف وسبعمائة رجل ومعه السلاليم الشعر فوضعها على السور وصعد أصحابه ففتحوا الباب وقتلوا الموكلين به وكان ذلك في ربيع الآخر
وكان على البصرة سبك المفلحي فلم يشعر بهم إلا في السحر ولم يعلم أنهم القرامطة بل اعتقد أنهم عرب تجمعوا فركب أليهم ولقيهم فقتلوه ووضعوا السيف في أهل البصرة
وهرب الناس إلى الكلأ وحاربوا القرامطة عشرة أيام فظفر بهم القرامطة وقتلوا خلقا كثيرا وطرح الناس أنفسهم في الماء فغرق أكثرهم وأقام ابو طاهر سبعة عشر يوما يحمل منها ما يقدر عليه من المال والأمتعة والنساء والصبيان فعاد إلى بلده واستعمل المقتدر على البصرة محمد بن عبد الله إليهرقي فانحدر اليها وقد سار الهجري عنها
$ ذكر استيلاء ابن ابي الساج على الري $
في هذه السنة سار يوسف بن أبي الساج من أذربيجان إلى الري فحاربه أحمد بن علي أخو صعلوك فانهزم أصحاب أحمد وقتل هو في المعركة وأنفذ رأسه إلى بغداد وكان أحمد بن علي قد فارق أخاه صعلوكا وسار إلى المقتدر فأقطع الري كما ذكرناه ثم عصى وهادن ماكان بن كالي وأولاد الحسن بن علي الأطروش وهم بطبرستان وجرجان وفارق طاعة المقتدر وعصي عليه ووصل رأسه إلى بغداد وكان ابن الفرات يقع في نصر الحاجب ويقول للقتدر إنه هو الذي أمر أحمد بن علي بالعصيان لمودة بينهما
وكان قتل أحمد بن علي آخر ذي القعدة واستولى ابن ابي الساج على الري ودخلها في ذي الحجة من السنة ثم سار عنها في أول سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة إلى همذان واستخلف بالري غلامه مفلحا فأخرجه اهل الري عنهم
الصفحة 15
520