كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 7)
@ 17 @
$ ثم دخلت سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة $
$ ذكر حادثة غريبة $
في هذه السنة ظهر في دار كان يسكنها المقتدر بالله إنسان اعجمي وعليه ثياب فاخرة وتحتها مما يلي بدنه قميص صوف ومعه مقدحة وكبريت ومحبرة وأقلام وسكين وكاغد وفي كيس سويق وسكر وحبل طويل من قنب يقال إنه دخل مع الصناع فبقي هناك فعطش فخرج يطلب الماء فأخذ
فاحضروه عند ابن الفرات فسأله عن حاله فقال: لا أخبر إلا صاحب الدار فرفق به فلم يخبره بشيء وقال لا أخبر إلا صاحب الدار فضربوه ليقرروه فقال بسم الله بدأتم بالشر ولزم هذه اللفظة ثم جعل يقول بإليهرسية ندانم معناه لا ادري فأمر به فأحرق وأنكر ابن الفرات على نصر الحاجب هذه الحال حيث هو الحاجب وعظم الأمر بين يدي المقتدر ونسبه إلى أنه أخفاه ليقتل المقتدر فقال نصر لم أقتل أمير المؤمنين وقد رفعني من الثرى إلى الثريا إنما يسعى في قتله من صادره وأخذ أمواله وأطال حبسه هذه السنين وأخذ ضياعه وصار لابن الفرات بسبب هذا الحادث في معنى نصر
$ ذكر أخذ الحاج $
في هذه السنة سار أبو طاهر القرمطي إلى الهبير في عسكر عظيم ليلقي الحاج سنة إحدى عشرة وثلاثمائة في رجوعهم من مكة فاوقع بقافلة تقدمت معظم الحاج وكان فيها خلق كثيرا من أهل بغداد فنهبهم واتصل الخبر بباقي الحاج وهم بفيد فأقاموا بها حتى فني زادهم فارتحلوا مسرعين وكان أبوالهيجاء بن حمدان قد أشار عليهم بالعود إلى وادي القرى وأنهم لا يقيمون بفيد فاستطالوا الطريق ولم يقبلوا منه وكان إلى ابي الهيجاء طريق الكوفة وكثير الحاج فلما فني زادهم ساروا على طريق الكوفة فأوقع بهم القرامطة وأخذوهم وأسروا أبا الهيجاء وأحمد بن كشمرد
الصفحة 17
520