كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 7)
@ 18 @
ونحرير وأحمد بن بدر عم والدة المقتدر وأخذ أبو الطاهر جمال الحجاج جميعها وما أراد من الأمتعة والأموال والنساء والصبيان وعاد إلى هجر وترك الحاج في مواضعهم فمات أكثرهم جوعا وعطشا من حر الشمس وكان عمر أبي طاهر حينئذ سبع عشرة سنة
وانقلبت بغداد واجتمع حرم المأخوذين إلى حرم المنكوبين الذين نكبهم ابن الفرات وجعلن ينادين القرمطي الصغير أبو طاهر قتل المسلمين في طريق مكة والقرمطي الكبير ابن الفرات قد قتل المسلمين ببغداد وكانت صورة فظيعة شنيعة وكسر العامة منابر الجوامع وسودوا المحاريب يوم الجمعة لست خلون من صفر وضعفت نفس ابن الفرات وحضر عند المقتدر ليأخذ أمره فيما بفعله وحضر نصر الحاجب المشورة فانبسط لسانه على ابن الفرات وقال له الساعة تقول أي شيء نصنع وما هو الرأي بعد ان زعزعت أركان الدولة وعرضتها للزوال في الباطن بالميل مع كل عدو يظهر ومكاتبته ومهادنته وفي الظاهر بإبعادك مؤنسا ومن معه إلى الرقة وهم سيوف الدولة فمن يدفع الآن هذا الرجل إن قصد الحضرة أنت أو ولدك وقد ظهر الآن إن مقصودك بإبعاد مؤنس وبالقبض علي وعلى غيري أن تستضعف الدولة وتقوي أعداؤها لتشفي غيظ قلبك ممن صادرك وأخذ أموالك ومن الذي سلم الناس إلى القرمطي غيرك لما يجمع بينكما من التشيع والرفض وقد ظهر أيضا أن ذلك الرجل العجمي كان من أصحاب القرمطي وأنت أوصلته فحلف ابن الفرات انه ما كاتب القرمطي ولا هاداه ولا رآى ذلك الأعجمي إلا تلك الساعة والمقتدر معرض عنه وأشار نصر على المقتدر أن يحضر مؤنسا ومن معه ففعل ذلك وكتب إليه بالحضور فسار إلى ذلك ونهض ابن الفرات فركب في طيارة فرجمه العامة حتى كاد يغرق وتقدم المقتدر إلى ياقوت بالمسير إلى الكوفة ليمنعها من القرامطة فخرج في جمع كثير ومعه ولداه المظفر ومحمد فخرج على ذلك العسكر مال عظيم وورد الخبر بعدو القرامطة فعطل مسير ياقوت ووصل مؤنس المظفر إلى بغداد ولما رآى المحسن ابن الوزير ابن الفرات انحلال أمورهم أخذ كل من كان محبوسا عنده من المصادرين فقتلهم لأنه كان قد أخذ منهم أموالا جليلة ولم يوصلها إلى المقتدر فخاف أن يقروا عليه
$ ذكر القبض على الوزير ابن الفرات وولده المحسن $
ثم ان الأرجاف كثر على ابن الفرات فكتب إلى المقتدر يعرفه ذلك وإن الناس
الصفحة 18
520