كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 7)

@ 19 @
انما عادوه لنصحه وشفقته وأخذ حقوقه منهم فانفذ المقتدر إليه يسكنه ويطيب قلبه فركب هو وولده إلى المقتدر فأدخلهما إليه فطيب قلوبهما فخرجا من عنده فمنعهما نصر الحاجب من الخروج ووكل بهما فدخل مفلح على المقتدر واشار عليه بتأخير عزله فأمر باطلاقهما فخرج هو وابنه المحسن فأما المحسن فإنه اختفى وأما الوزير فإنه جلس عامة نهاره يمضي الأشغال إلى الليل ثم بات مفكرا فلما اصبح سمعه بعض خدمه ينشد
(وأصبح لا يدري وإن كان حازما ... اقدامه خير له أم وراءه)
فلما اصبح الغد وهو الثامن من ربيع الأول وأرتفع النهار أتاه نازوك وبليق في عدة من الجند فدخلوا إلى الوزيروهو عند الحرم فأخرجوه حافيا مكشوف الرأس وأخذ إلى دجلة فألقى عليه يلبق طيلسانا غطى به رأسه وحمل إلى طيار فيه مؤنس المظفر ومعه هلال بن بدر فاعتذر اليه ابن الفرات والآن كلامه فقال له أنا الآن الأستاذ وكنت بالأمس الخائن الساعي في فساد الدولة وأخرجتني والمطر على رأسي ورؤوس أصحابي ولم تمهلني ثم سلم إلى شفيع اللؤلؤي فحبس عنده وكانت مدة وزارته هذه عشرة أشهر وثمانية عشر يوما وأخذ أصحابه وأولاده ولم ينج منهم إلا المحسن فإنه اختفى وصودر ابن الفرات على جملة من المال مبلغها ألف ألف دينار
$ ذكر وزارة ابي القاسم الخاقاني $
ولما تغير حال ابن الفرات سعى عبد الله بن محمد بن عبد الله بن يحي بن خاقان أبو القاسم بن أبي علي الخاقاني في الوزارة وكتب خطه أنه يتكفل ابن الفرات وأصحابه بمصادرة ألفي ألف دينار وسعى له مؤنس الخادم وهارون بن غريب الخال ونصر الحاجب وكان أبو علي الخاقاني والد ابي القاسم مريضا شديد المرض وقد تغير عليه لكبر سنه فلم يعلم بشيء من حال ولده وتولى ابو القاسم

الصفحة 19