كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 7)
@ 20 @
الوزارة تاسع ربيع الأول وكان المقتدر يكرهه فلما سمع ابن الفرات وهو محبوس بولايته قال الخليفة هو الذي نكب لا أنا يعني أن الوزير عاجز لا يعرف أمر الوزارة ولما وزر الخاقاني شفع اليه مؤنس الخادم في إعادة علي بن عيسى من صنعاء إلى مكة فكتب إلى جعفر عامل اليمن في الأذن لعلي بن عيسى في العود إلى مكة ففعل ذلك واذن لعلي في الاطلاع على اعمال مصر والشام ومات أبو علي الخاقاني في وزارة ولده هذه
$ ذكر قتل ابن الفرات وولده المحسن $
وكان المحسن ابن الوزير ابن الفرات مختفيا كما ذكرنا وكان عند حماته حزانة وهي والدة الفضل بن جعفر بن الفرات وكانت تأخذه كل يوم إلى المقبرة وتعود به إلى المنازل التي يثق بأهلها عشاء وهو في زي امرأة فمضت يوما إلى مقابر قريش وأدركها الليل فبعد عليها الطريق فأشارت عليها امرأة معها ان تقصد امرأة صالحة تعرفها بالخير تختفي عندها فأخذت المحسن وقصدت تلك المرأة وقالت لها معنا صبية بكر نريد بيتا نكون فيه فأمرتهم بالدخول إلى دارها وسلمت اليهم قبة في الدار فأدخلن المحسن إليها وجلسن النساء الذين معه في صفة بين يدي باب القبة فجاءت جارية سوداء قرأت المحسن في القبة فعادت إلى مولاتها فأخبرتها أن في الدار رجلا فجاءت صاحبتها فلما رأته عرفته وكان المحسن قد أخذ زوجها ليصادره فلما رأى الناس في داره يجلدون ويشقصون ويعذبون مات فجأة فلما رأت المرأة المحسن وعرفته ركبت في سيفنة وقصدت دار الخليفة وصاحت معي نصحية لأمير المؤمنين فأحضرها نصر الحاجب فأخبرته بخبر المحسن فانتهى ذلك إلى المقتدر فأمر ناوزك صاحب الشرطة ان يسير معها ويحضره فأخدها معه إلى منزلها ودخل المنزل واخذ المحسن وعاد به إلى المقتدر فرده إلى دار الوزير فعذب بأنواع العذاب ليجيب إلى مصادرة يبذلها فلم يجبهم إلى دينار واحد وقال لا اجمع لكم بين نفسي
الصفحة 20
520