كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 7)

@ 21 @
ومالي واشتد العذاب عليه بحيث امتنع عن الطعام فلما علم ذلك المقتدر أمر بحمله مع ابيه إلى دار الخلافة فقال الوزير ابو القاسم لمؤنس وهارون بن غريب الخال ونصرالحاجب ان ينقل ابن الفرات إلى دار الخلافة بذل أمواله واطمع المقتدر في أموالنا وضمننا منه وتسلمنا فاهلكنا فواضعوا القواد والجند حتى قالوا للخليفة إنه لا بد من قتل ابن الفرات وولده فاننا لا نأمن على أنفسنا ما داما في الحياة وترددت الرسائل في ذلك واشار مؤنس وهارون بن غريب ونصر الحاجب بموافقتهم وإجابتهم إلى ما طلبوا فأمر نازوك بقتلهما فذبحهما كما يذبح الغنم
وكان ابن الفرات قد أصبح يوم الأحد صائما فأتى بطعام فلم يأكله فأتى أيضا بطعام ليفطر عليه فلم يفطر وقال رأيت أخي العباس في النوم يقول لي أنت وولدك عندنا يوم الاثنين ولا شك أننا نقتل فقتل ابنه المحسن يوم الاثين لثلاث عشرة خلت من ربيع الآخر وحمل رأسه إلى أبيه فارتاع لذلك شديدا ثم عرض أبوه على السيف فقال ليس إلا السيف راجعوا في أمري فإن عندي أموالا جمة وجواهر كثيرة فقيل له جل الأمر عن ذلك وقتل وكان عمره احدى وسبعين سنة وعمر ولده المحسن ثلاثا وثلاثين سنة فلما قتلا حمل رأساهما إلى المقتدر بالله فأمر بتغريقهما وقد كان أبو الحسن بن الفرات يقول ان المقتدر بالله يقتلني فصح قوله فمن ذلك أنه عاد من عنده يوما وهو مفكر كثير الهم فقيل له في ذلك فقال كنت عند أمير المؤمنين فما خاطبته في شيء من الأشياء إلا قال لي نعم فقلت له الشيء وضده ففي كل ذلك يقول نعم فقيل له هذا لحسن ظنه بك وثقته بما تقول واعتماده على شفقتك فقال لا والله ولكنه اذن لكل قائل وما يؤمني أن يقال له بقتل الوزير فيقول نعم والله انه قاتلني ولما قتل ركب هارون بن غريب مسرعا إلى الوزير الخاقاني وهنأه بقتله فأغمي عليه حتى ظن هارون ومن هناك أنه قد مات وصرخ أهله وأصحابه عليه فلما أفاق من غشيته لم بفارقه هارون حتى أخذ منه ألفي دينار وأما أولاده سوى المحسن فإن مؤنسا المظفر شفع في ابنيه عبد الله وأبي نصر فأطلقا له فخلع عليهما ووصلهما بعشرين ألف دينار وصودر ابنه الحسن على عشرين ألف دينار وأطلق إلى منزله وكان الوزير أبو

الصفحة 21