كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 7)
@ 22 @
الحسن بن الفرات كريما ذا رياسة وكفاية في عمله حسن السؤال والجواب ولم يكن له سيئة إلا ولده المحسن
ومن محاسنه أنه جرى ذكر أصحاب الأدب وطلبة الحديث وما هم عليه من الفقر والتعفف فقال أنا أحق من اعانهم وأطلق لأصحاب الحديث عشرين ألف درهم وللشعراء عشرين ألف درهم ولأصحاب الأدب عشرين ألف درهم وللفقهاء عشرين ألف درهم وللصوفية عشرين ألف درهم فذلك مائة ألف درهم
وكان إذا ولى الوزارة ارتفعت اسعار الثلج والشمع والسكر والقراطيس لكثرة ما كان يستعملها ويخرج من داره للناس
ولم يكن فيه ما يعاب به إلا أن أصحابه كانوا يفعلون ما يريدون ويظلمون فلا يمنعهم
فمن ذلك أن بعضهم ظلم امرأة في ملك لها فكتبت إليه تشكو منه غير مرة وهو لا يرد لها جوابا فلقيته يوما وقالت له أسألك بالله أن تسمع مني كلمة فوقف لها فقالت قد كتبت إليك في ظلامتي غير مرة ولم تجبني وقد تركتك وكتبتها إلى الله تعإلى
فلما كان بعد أيام ورأى تغير حاله قال لمن معه من أصحابه ما أظن إلا جواب رقعة تلك المرأة المظلومة قد خرج فكان كما قال
$ ذكر دخول القرامطة الكوفة $
وفي هذه السنة دخل أبو طاهر القرمطي إلى الكوفة
وكان سبب ذلك أن أبا طاهر أطلق من كان عنده من الأسرى الذين كان أسرهم من الحجاج وفيهم ابن حمدان وغيره
وأرسل إلى المقتدر يطلب البصرة والأهواز فلم يجبه إلى ذلك
فسار من هجر يريد الحاج وكان جعفر بن ورقاء الشيباني متقلدا أعمال الكوفة وطريق مكة
فلما سار الحجاج من بغداد سار جعفر بين أيديهم خوفا من أبي طاهر ومعه ألف رجل من بني شيبان وسار مع الحجاج من أصحاب السلطان ثمال صاحب البحر وجني الصفواني وطربف السبكري وغيرهم في ستة آلاف رجل فلقي أبو طاهر القرمطي حعفرا الشيباني فقاتله جعفر فبينما هو يقاتله إذ طلع جمع من القرامطة عن يمينه فانهزم من بين أيديهم فلقي القافلة الأولى وقد انحدرت من العقبة فردهم إلى الكوفة ومعهم عسكر الخليفة وتبعهم أبو طاهر إلى باب الكوفة فقاتلهم فانهزم عسكر الخليفة وقتل منهم وأسر جنيا الصفواني وهرب الباقون والحجاج من الكوفة ودخلها أبو طاهر
الصفحة 22
520