كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 7)

@ 24 @

$ ثم دخلت سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة $
$ ذكر عزل الخاقاني عن الوزارة ووزارة الخصيبي $
في هذه السنة في شهر رمضان عزل أبو القاسم الخاقاني عن وزارة الخليفة وكان سبب ذلك أن أبا العباس الخصيبي علم بمكان امرأة المحسن بن الفرات فسأل أن يتولى النظر في أمرها فأذن له المقتدر في ذلك فاستخلص منها سبعمائة ألف دينار وحملها إلى المقتدر فصار له معه حديث
فخافه الخاناقاني فوضع من وقع عليه وسعى به فلم يصغ المقتدر إلى ذلك
فلما علم الخصيبي بالحال كتب إلى المقتدر يذكر معايب الخاقاني وابنه عبد الوهاب وعجزهما وضياع الأموال وطمع العمال
ثم أن الخاقاني مرض مرضا شديدا وطال به فوقفت الأحوال وطلب الجند أرزاقهم وشغبوا
فارسل المقتدر إليه في ذلك فلم يقدر على شيء فحينئذ عزله واستوزر أبا العباس الخصيبي وخلع عليه
وكان يكتب لأم المقتدر فلما وزر كتب لها بعده أبو يوسف عبد الرحمن بن محمد
وكان قد تزهد وترك عمل السلطان ولبس الصوف والفوط فلما اشتد عليه هذا العمل ترك ما كان عليه من الزهد
فسماه الناس المرتد
فلما ولي الخصيبي أقر علي بن عيسى على الأشراف على أعمال مصر
والشام فكان يتردد من مكة إليها في الأوقات
واستعمل العمال في الأعمال واستعمل أبا جعفر محمد بن القاسم الكرخي بعد أن صادره بثمانية وخمسين ألف دينار على الإشراف على الموصل وديار ربيعة

الصفحة 24