كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 7)

@ 29 @
غير ذلك فقال لا أعلمه
وسأله عن الإخراجات والواصل إلى المخزن فقال لا اعرفه وقال له لم أحضرت يوسف بن أبي الساج وسلمت إليه أعمال المشرق سوى أصبهان وكيف تعتقد أنه يقدر هو وأصحابه وهم قد ألفوا البلاد الباردة الكثيرة المياه على سلوك البرية القفراء والصبر على حر بلاد الإحساء والقطيف ولم لا جعلت معه منفقا يخرج المال على الأجناد فقال ظننت أنه يقدر على قتال القرامطة وامتنع من أن يكون معه منفق فقال له كيف استخرت في الدين والمروءة ضرب حرم المصادرين وتسليمهن إلى أصحابك كأمرأة ابن الفرات وغيره فان كانوا فعلوا ما لا يجوز ألست أنت السبب في ذلك ثم سأله عن الحاصل له وعن اخراجاته فخلط في ذلك فقال له غررت بنفسك وغررت بأمير المؤمنين ألا قلت له انني لا أصلح للوزارة
فقد كان الفرس إذا أرادوا أن يستوزروا وزيرا نظروا في تصرفه لنفسه فإن وجدوه حازما ضابطا ولوه وإلا قالوا من لا يحسن أن يدبر نفسه فهو عن غير ذلك أعجز وتركوه ثم أعاده إلى محبسه
$ ذكر استيلاء السامانية على الري $
لما استدعى المقتدر يوسف بن أبي الساج إلى واسط كتب إلى السعيد نصر بن أحمد الساماني بولاية الري وأمره بقصدها وأخذها من فاتك غلام يوسف
فسار نصر بن أحمد إليها أوائل سنة أربع عشرة وثلاثمائة فوصل إلى جبل قارن فمنعه أبو نصر الطبري من العبور فأقام هناك
فراسله وبذل له ثلاثين ألف دينار حتى مكنه من العبور
فسار حتى قارب الري فخرج فاتك عنها واستولى نصر بن أحمد عليها في جمادى الآخرة وأقام بها شهرين وولى عليها سيمجور الدواتي وعاد عنها
ثم استعمل عليها محمد بن علي صعلوك وسار نصر إلى بخارى ودخل صعلوك الري فأقام بها إلى أوائل شعبان سنة ست عشرة وثلاثمائة فمرض فكاتب الحسن الداعي
وماكان بن كالي في القدوم عليه ليسلم الري إليهما فقدما عليه فسلم الري إليهما وسار عنها فلما بلغ الدامغان مات
$ ذكر عدة حوادث $
وفي هذه السنة ضمن أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان أعمال الخراج والضياع

الصفحة 29