كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 7)

@ 31 @

$ ثم دخلت سنة خمس عشرة وثلاثمائة $
$ ذكر ابتداء الوحشة بين المقتدر ومؤنس $
في هذه السنة هاجت الروم وقصدوا الثغور ودخلوا سميساط وغنموا جميع ما فيها من مال وسلاح وغير ذلك وضربوا في الجامع بالناقوس أوقات الصلاة
ثم إن المسلمين خرجوا في أثر الروم وقاتلوهم وغنموا منهم غنيمة عظيمة
فأمر المقتدر بالله بتجهيز العساكر مع مؤنس المظفر وخلع المقتدر عليه في ربيع الآخر ليسير
فلما لم يبق إلا الوداع امتنع مؤنس من دخول دار الخليفة للوداع واستوحش من المقتدر بالله وظهر ذلك
وكان سببه أن خادما من خدام المقتدر حكى لمؤنس أن المقتدر بالله أمر خواص خدمه أن يحفروا جبا في دار الشجرة ويغطوه ببراية وتراب
وذكر أنه يجلس فيه لوداع مؤنس فإذا حضر وقاربها ألقاه الخدم فيها وخنقوه وأظهروه ميتا
فامتنع مؤنس من دخول دار الخليفة وركب إليه جميع الأجناد وفيهم عبد الله بن حمدان وإخوته
وخلت دار الخليفة وقالوا لمؤنس نحن نقاتل بين يديك إلى أن تنبت لك لحية فوجه إليه المقتدر رقعة بخطه يحلف له على بطلان ما بلغه
فصرف مؤنس الجيش وكتب الجواب انه العبد المملوك وأن الذي أبلغه ذلك قد كان وضعه من يريد إيحاشه من مولاه وأنه ما استدعى الجند وإنما هم حضروا وقد فرقهم
ثم إن مؤنسا قصد دار المقتدر في جمع من القواد ودخل إليه وقبل يده وحلف المقتدر على صفاء نيته له وودعه وسار إلى الثغر في العشر الآخر من ربيع الآخر
وخرج لوداعه أبو العباس بن المقتدر وهو الراضي بالله علي بن عيسى
$ ذكر وصول القرامطة إلى العراق وقتل يوسف بن أبي الساج $
في هذه السنة وردت الأخبار بمسير أبي طاهر القرمطي من هجر نحو الكوفة
ثم وردت الأخبار من البصرة بأنه اجتاز قريبا منهم نحو الكوفة
فكتب المقتدر إلى

الصفحة 31