كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 7)

@ 33 @
ولما ورد الخبر بعبور أبي طاهر إلى الأنبار خرج نصر الحاجب في عسكر جرار فلحق بمؤنس المظفر فاجتمع في نيف وأربعين ألف مقاتل سوى الغلمان ومن يريد النهب وكان ممن معه أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان ومن إخوته أبو الوليد وأبو السرايا في أصحابهم وساروا حتى بلغوا نهر زبارا على فرسخين من بغداد عند عقرقوف فاشار أبو الهيجاء بن حمدان بقطع القنطرة التي عليه فقطعوها وسار أبو طاهر ومن معه نحوهم فبلغوا نهر زبارا وفي أوائلهم رجل أسود يقال له صبح فما زال الأسود يدنو من القنطرة والنشاب يأخذه ولا يمتنع حتى اشرف عليها فرآها مقطوعة فعاد وهو مثل القنفذ وأراد القرامطة العبور فلم يمكنهم لأن النهر لم يكن فيه مخاضة ولما أشرفوا على عسكر الخليفة هرب منهم خلق كثير إلى بغداد من غير أن يلقوهم فلما رأى ابن حمدان ذلك قال لمؤنس كيف رأيت ما أشرت به عليكم فوالله لو عبر القرامطة النهر لأنهزم كل من معك ولأخذوا بغداد ولما رأى القرامطة ذلك عادوا إلى الأنبار
وسير مؤنس المظفر صاحبه يلبق في ستة آلاف مقاتل إلى عسكر القرامطة غربي الفرات ليغنموه ويخلصوا ابن أبي الساج فبلغوا إليهم وقد عبر أبو طاهر الفرات في زورق صياد وأعطاه ألف دينار فلما رآه أصحابه قويت قلوبهم ولما أتاهم عسكر مؤنس كان أبو طاهر عندهم فاقتلوا قتالا شديدا فانهزم عسكر الخليقة ونظر أبو طاهر إلى ابن أبي الساج وهو قد خرج من الخيمة ينظر ويرجو الخلاص وقد ناداه أصحابه أبشر بالفرج فلما انهزموا حضره وقتله وقتل جميع الأسرى من أصحابه وسلمت بغداد من نهب العيارين لأن نازوك كان يطوف هو وأصحابه ليلا ونهارا ومن وجدوه بعد العتمة قتلوه فامتنع العيارون
واكترى كثير من أهل بغداد سفنا ونقلوا إليها أموالهم وربطوها لينحدروا إلى واسط وفيهم من نقل متاعه إلى واسط وإلى حلوان ليسيروا إلى خراسان وكان عدة القرامطة ألف رجل وخمسمائة رجل منهم سبعمائة فارس وثمانمائة راجل وقيل كانوا الفين وسبعمائة وقصد القرامطة مدينة هيث وكان المقتدر قد سير إليها سعيد بن حمدان وهارون بن غريب فلما بلغها القرامطة رأوا عسكر الخليفة قد سبقهم فقاتلوهم

الصفحة 33