كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 7)

@ 34 @
على السور فقتلوا من القرامطة جماعة كثيرة فغادوا عنها ولما بلغ اهل بغداد عودهم من هيت سكنت قلوبهم ولما علم المقتدر بعدة عسكره وعسكر القرامطة قال لعن الله نيفا وثمانين إليه يعجزون عن ألفين وسبعمائة
وجاء إنسان إلى علي بن عيسى وأخبره أن في جيرانه رجلا من شيراز على مذهب القرامطة يكاتب أبا طاهر بالأخبار فأحضره وسأله واعترف وقال ما صحبت أبا طاهر إلا لما صح عندي أنه على الحق وأنت وصاحبك كفار تأخذون ما ليس لكم ولا بد لله من حجة في أرضه وامامنا المهدي محمد بن فلان بن فلان بن محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق المقيم ببلاد المغرب ولسنا كالرافضة والاثني عشرية الذين يقولون بهجلهم ان لهم إماما ينتظرونه ويكذب بعضهم لبعض فيقول قد رأيته وسمعته وهو يقرأ ولا ينكرون بجهلهم وغباوتهم أنه لا يجوز أن يعطي من العمر ما يظنونه فقال له قد خالطت عسكرنا وعرفتهم فمن فيهم على مذهبك فقال وأنت بهذا العقل تدبر الوزارة كيف تطمع مني أنني أسلم قوما مؤمنين إلى قوم كافرين يقتلونهم لا أفعل ذلك فأمر به فضرب ضربا شديدا ومنع الطعام والشراب فمات بعد ثلاثة أيام وقد كان ابن أبي الساج قبل قتاله القرامطة قد قبض على وزيره محمد بن خلف النيرماني وجعل مكانه أبا علي الحسن بن هارون وصادر محمدا خمسمائة ألف دينار
وكان سبب ذلك أن النيرماني عظم شأنه وكثر ماله فحدث نفسه بوزراة الخليفة فكتب إلى نصر الحاجب يخطب الوزارة ويسعى بابن أبي الساج ويقول له إنه قرمطي يعتقد إمامه العلوي الذي بأفريقية وانني ناظرته على ذلك فلم يرجع عنه وانه لايسير إلى قتال أبي طاهر القرمطي وإنما أخذ المال بهذا السبب ويقوى به على قصد حضرة السلطان وإزالة الخلافة عن بن العباس وطول في ذلك وعرض وكان لمحمد بن خلف أعداء قد أساء إليهم من أصحاب ابن أبي الساج فسعوا به فأعلموا يوسف بن أبي الساج ذلك وأروه كتبا جاءته من بغداد في المعني من نصر الحاجب وفيها رموز إلى قواعد قد تقدمت وتقررت وفيها الوعد له بالوزارة وعزل علي بن عيسى الوزير فلما علم ذلك ابن أبي الساج قبض عليه فلما أسر ابن أبي الساج تخلص من

الصفحة 34