كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 7)
@ 35 @
الحبس وكان ابن أبي الساج يسمى الشيخ الكريم لما جمع الله فيه من خلال الكمال والكرم
$ ذكر استيلاء أسفار على جرجان $
في هذه السنة استولى أسفار بن شيرويه الديلمي على جرجان وكان ابتداء أمره أنه كان من أصحاب ماكان بن كالي الديلمي وكان سيء الخلق والعشرة فأخرجه ماكان من عسكره فاتصل ببكر بن محمد بن السبع وهو بنيسابور وخدمه فسيره بكر بن محمد إلى جرجان ليفتحها وكان ماكان بن كالي ذلك الوقت بطبرستان وأخوه أبو الحسن بن كالي بجرجان وقد اعتقل أبا علي بن الحسين الأطروش العلوي عنده فشرب أبو الحسن بن كالي ليلة ومعه أصحابه ففرقهم وبقي في بيت هو والعلوي فقام إلى العلوي ليقتله فظفر به العلوي وقتله وخرج من الدار واختفى فلما أصبح أرسل إلى جماعة من القواد يعرفهم الحال ففرحوا بقتل أبي الحسن بن كالي وأخرجوا العلوي وألبسوه القلنسوة وبايعوه فامسى أسيرا وأصبح أميرا وجعل مقدم جيشه علي بن خرشيد ورضى به الجيش وكاتبوا أسفار بن شيرويه وعرفوه الحال واستقدموه إليهم فاستأذن بكر بن محمد وسار إلى جرجان واتفق مع علي بن خرشيد وضبطوا تلك الناحية فسار إليهم ماكان بن كالي من طبرستان في جيشه فحاربوه وهزموه وأخرجوه عن طبرستان وأقاموا بها ومعهم العلوي فلعب يوما بالكرة فسقط عن دابته فمات ثم مات علي بن خريشد صاحب الجيش وعاد ماكان بن كالي إلى أسفار فحاربه فانهزم أسفار منه ورجع إلى بكر بن محمد بن اليسع وهو بجرجان وأقام بها إلى أن توفي بكر بها فولاها الأمير السعيد نصر بن أحمد أسفار بن شيرويه وذلك سنة خمس عشرة وثلاثمائة وأرسل إلى مرداويج بن زيار الجيلي يستدعيه فحضر عنده وجعله أمير الجيش وأحسن إليه وقصدوا طبرستان واستولوا عليها ونحن نذكر حال ابتداء مرداويج وكيف تقلبت به الأحوال
$ ذكر الحرب بين المسلمين والروم $
في هذه السنة خرجت سرية من طرسوس إلى بلاد الروم فوقع عليها العدو فاقتتلوا فاستظهر الروم وأسروا من المسلمين أربعمائة رجل فقتلوا صبرا وفيها سار الدمستق في جيش عظيم من الروم إلى مدينة دبيل وفيها نصر السبكي في عسكر يحميها وكان
الصفحة 35
520