كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 7)

@ 36 @
مع الدمستق دبابات ومناجيق ومعه مزارق تزرق بالنار عدة اثني عشر رجلا فلا يقوم بين يديه أحد من شدة ناره واتصاله فكان من أشد شيء على المسلمين وكان الرامي به مباشر القتال من أشجعهم فرماه رجل من المسلمين بسهم فقتله وأراح الله المسلمين من شره وكان الدمستق يجلس على كرسي عال يشرف على البلد وعلى عسكره فأمرهم بالقتال على ما يراه فصبر له أهل البلد وهو ملازم القتال حتى وصلوا إلى سور المدينة فنقبوا فيها نقوبا كثيرة ودخلوا المدينة فقاتلهم أهلها ومن فيها من العسكر قتالا شديدا فانتصر المسلمون وأخرجوا الروم منها وقتلوا منهم نحو عشرة آلاف رجل وفيها في ذي القعدة عاد ثمال إلى طرسوس من الغزاة الصائفة سالما هو ومن معه فلقوا جمعا كثيرا من الروم فاقتتلوا فانتصر المسلمون عليهم وقتلوا من الروم كثيرا وغنموا ما لا يحصى وكان من جملة ما غنموا أنهم ذبحوا من الغنم في بلاد الروم ثلاثمائة ألف رأس سوى ما سلم معهم ولقيهم رجل يعرف بابن الضحاك وهو من رؤساء الأكراد وكان له حصن يعرف بالجعفري فارتد عن الإسلام وصار إلى ملك الروم فأجزل له العطية وأمره بالعود إلى حصنه فلقيه المسلمون فقاتلوه فأسروه وقتلوا كل من معه
$ ذكر مسير جيش المهدي إلى المغرب $
في هذه السنة سير المهدي العلوي صاحب إفريقية ابنه أبا القاسم من المهدية إلى المغرب في جيش كثير في صفر لسبب محمد بن خرز الزناتي وذلك أنه ظفر بعسكر من كتامة فقتل منهم خلقا كثيرا فعظم ذلك على المهدي فسير ولده فلما خرج تفرق الأعداء وسار حتى وصل إلى ما وراء تاهرت فلما عاد من سفرته هذه خط برمحه في الأرض صفة مدينة وسماها المحمدية وهي المسيلة وكانت خطته لبني كملان فأخرجهم منها ونقلهم إلى فحص القيروان كالمتوقع منهم أمرا فلذلك أحب أن يكونوا قريبا منه وهم كانوا أصحاب أبي يزيد الخارجي وانتقل خلق كثير إلى المحمدية وأمر عاملها إن يكثر من الطعام ويخزنه ويحتفظ به ففعل ذلك فلم يزل مخزونا إلى إن خرج أبو يزيد ولقيه المنصور ومن المحمدية كان يمتاز ما يريد إذ ليس بالموضع مدينة سواها
$ ذكر عدة حوادث $
في هذه السنة مات إبراهيمم بن المسعي من حمى حادة وكان موته بالنوبندجان

الصفحة 36