كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 7)

@ 38 @

$ ثم دخلت سنة ست عشرة وثلاثمائة $
$ ذكر أخبار القراممطة $
لما سار القرامطة من الأنبار عاد مؤنس الخادم إلى بغداد فدخلها ثالث المحرم وسار أبو طاهر القرمطي إلى الدالية من طريق الفرات فلم يجد فيها شيئا فقتل من أهلها جماعة ثم سار إلى الرحبة فدخلها ثامن المحرم بعد أن حاربه أهلها فوضع فيهم السيف بعد أن ظفر بهم فأمر مؤنس المظفر بالمسير إلى الرقة فسار إليها في صفر وجعل طريقه على الموصل فوصل إليها في ربيع الأول ونزل بها وأرسل أهل قرقيسيا يطلبون من أبي طاهر الأمان فأمنهم وأمرهم أن لا يظهر أحد منهم بالنهار فأجابوه إلى ذلك وسير أبو طاهر سرية إلى الأعراب بالجزيرة فنهبوهم وأخذوا أموالهم فخافه الأعراب خوفا شديدا وهربوا من بين يديه وقرر عليهم عليهم أتاوة على كل رأس دينار يحملونه إلى هجر ثم أصعد أبو طاهر من الرحبة إلى الرقة فدخل أصحابه الربض وقتلوا منهم ثلاثين رجلا وأعان أهل الرقة أهل الربض وقتلوا من القرامطة جماعة فقاتلهم ثلاثة أيام ثم انصرفوا آخر ربيع الآخر وبثت القرامطة سرية إلى رأس عين وكفرتوثا فطلب أهلها الأمان فأمنوهم وساروا أيضا إلى سنجار فنهبوا الجبال ونازلوا سنجار فطلب أهلها الأمان فأمنوهم وكان مؤنس قد وصل إلى الموصل فبلغه قصد القرامطة إلى الرقة فجد السير إليها فسار أبو طاهر عنها وعاد إلى الرحبة ووصل مؤنس إلى الرقة بعد انصراف القرامطة عنها ثم إن القرامطة ساروا إلى هيت وكان أهلها قد أحكموا سورها فقاتلوهم فعادوا عنهم إلى الكوفة

الصفحة 38