كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 7)

@ 4 @
منهم أبد الدهر فلم يفعلوا
وحامى كل قائد جماعة فخرج منهم من خرج بعد ذلك
وكان قتل ليلى في ربيع الأول سنة تسع وثلاثمائة وحمل رأسه إلى بغداد وبقي بارس غلام قراتكين بجرجان
وقيل إن حمويه لما سار إلى قتال ليلى قيل له إن ليلى يستبطئك في قصده فقال إني ألبس أحد خفي للحرب العام والآخر في العام المقبل فبلغ قوله ليلى فقال لكني ألبس أحد خفي للحرب قاعدا والثاني قائما وراكبا فلما قتل قال حمويه هكذا من تعجل إلى الحرب
$ ذكر قتل الحسين الحلاج $
في هذه السنة قتل الحسين بن منصور الحلاج الصوفي وأحرق
وكان إبتداء حاله أنه كان يظهر الزهد والتصوف ويظهر الكرامات ويخرج للناس فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء ويمد يده إلى الهواء فيعيدها مملوءة دراهم عليها مكتوب قل هو الله أحد ويسميها دراهم القدرة ويخبر الناس بما أكلوه وما صنعوا في بيوتهم ويتكلم بما في ضمائرهم فافتتن به خلق كثير واعتقدوا فيه الحلول والجملة فإن الناس اختلفوا فيه اختلافهم في المسيح عليه السلام
فمن قائل إنه حل فيه جزء إلهي ويدعي فيه الربوبية
ومن قائل إنه ولي الله تعإلى وأن الذي يظهر منه من جملة كرامات الصالحين
ومن قائل إنه مشعبذ وممخرق وساحر كذاب ومتكهن والجن تطيعه فتأتيه بإليهكهة في غير أوانها
وكان قدم من خراسان إلى العراق وسار إلى مكة فأقام بها سنة في الحجر لا يستظل تحت سقف شتاء ولا صيفا
وكان يصوم الدهر فإذا جاء العشاء أحضر له القوام كوز ماء وقرصا فيشربه ويعض من القرص ثلاث عضات من جوانبها فيأكلها
ويترك الباقي فيأخذونه ولا يأكل شيئا آخر إلى الغد آخر النهار
وكان شيخ الصوفية يومئذ بمكة عبد الله المغربي فأخذ أصحابه ومشى إلى زيارة الحلاج فلم يجده في الحجر وقيل له قد صعد إلى جبل أبي قبيس فصعد إليه فرآه على صخرة حافيا مكشوف الرأس والعرق يجري منه إلى الأرض فأخذ أصحابه وعاد ولم يكلمه فقال هذا يتصبر ويتقوى على قضاء الله سوف يبتليه الله بما يعجز عنه صبره وقدرته وعاد الحسين إلى بغداد
وأما سبب قتله فإنه نقل عنه عند عوده إلى

الصفحة 4