كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 7)

@ 40 @
الفضل بن الفرات فلا يدفع عن صناعة الكتابة والمعرفة والكفاية ولكنك بالأمس قتلت عمه وابن عمه وصهره وصادرت أخته وأمه ثم ان بني الفرات يدينون بالرفض ويعرفون بولاء آل علي وأما أبو علي بن مقلة فلا هيبة له في قلوب الناس ولا يرجع إلى كفاية ولا تجربة وأشار بمحمد بن خلف لمودة كانت بينهما فنفر المقتدر من محمد بن خلف لما علمه من جهله وتهوره وواصل ابن مقلة بالهدية إلى نصر الحاجب فأشار على المقتدر به فاستوزره وكان ابن مقلة لما قرب الهجري من الأنبار قد أنفذ صاحبا له معه خمسون طائرا وأمره بالمقام بالأنبار وارسال الأخبار إليه وقتا بوقت ففعل ذلك فكانت الأخبار ترد من جهته إلى الخليفة على يد نصر الحاجب فقال نصر هذا فعله فيما لا يلزمه فكيف يكون إذا اصطنعته فكان ذلك من أقوى الأسباب في وزارته وتقدم المقتدر في منتصف ربيع الأول بالقبض على الوزير علي بن عيسى وأخيه عبد الرحمن وخلع على أبي علي بن مقلة وتولى الوزارة وأعانه عليها أبو عبد الله البريدي لمودة كانت بينهما
$ ذكر ابتداء حال أبي عبد الله واخوته $
لما ولي علي بن عيسى الوزارة كان أبو عبد الله بن البريدي قد ضمن الخاصة وكان أخوه أبو يوسف علي سرق فلما استعمل علي بن عيسى العمال ورتبهم في الأعمال قال أبو عبد الله تقلد مثل هؤلاء على هذه الأعمال الجليلة وتقتصر بي على ضمان الخاصة بالأهواز وبأخي يوسف علي سرق لعن الله من يقنع بهذا منك فإن لطبلي صوتا سوف يسمع بعد أيام فلما بلغه اضطراب أمر علي بن عيسى ارسل أخاه أبا الحسين إلى بغداد وأمره أن يخطب له أعمال الأهواز وما يجرى معها إذا تجددت وزارة لمن يأخذ الرشا ويرتفق فلما وزر أبو علي بن مقلة بذل له عشرين ألف دينار على ذلك فقلد أبا عبد الله الأهواز جميعها سوى السوس وجند يسابور وقلد أخاه أبا

الصفحة 40