كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 7)

@ 41 @
الحسين الفراتية وقلد أخاهما أبا يوسف الخاصة والأسافل على أن يكون المال في ذمة أبي أيوب السمسار إلى أن يتصرفوا في الأعمال
وكتب ابو علي بن مقلة إلى أبي عبد الله في القبض على ابن أبي السلاسل فسار بنفسه فقبض عليه بتستر واخذ منه عشرة آلاف دينار ولم يوصلها وكان متهورا لا يفكر في عاقبة أمر وسيرد من أخباره ما يعلم به دهاؤه ومكره وقلة دينه وتهوره ثم إن أبا علي بن مقلة جعل أبا محمد الحسين بن أحمد الماذرائي مشرفا على أبي عبد الله فلم يلتفت إليه البريدي بالباء الموحدة والراء المهملة منسوب إلى البريد هكذا ذكره الأمير ابن ماكولا وقد ذكره ابن مسكويه بالباء المعجمة باثنتين من تحت والزاي وقال كان جده يخدم يزيد بن منصور الحميري فنسب إليه والأول أصح وما ذكرنا قول ابن مسكويه إلا حتى لا يظن ظان أننا لم نقف عليه واخطأنا الصواب
$ ذكر من ظهر بسواد العراق من القرامطة $
لما كان من أمر أبي طاهر القرمطي ما ذكرناه واجتمع من كان بالسواد ممن يعتقد مذهب القرامطة فيكتم اعتقاده خوفا فأظهروا اعتقادهم فاجتمع منهم بسواد واسط أكثر من عشرة آلاف رجل وولوا أمرهم رجلا يعرف بحريث بن مسعود واجتمع طائفة أخرى بعين التمر ونواحيها في جمع كثير وولوا أمرهم إنسانا يسمى عيسى بن موسى وكانوا يدعون إلى المهدي وسار عيسى إلى الكوفة ونزل بظاهرها وجبى الخراج وصرف العمال عن السواد وسار حريث بن مسعود إلى أعمال الموفقي وبنى بها دارا سماها دار الهجرة واستولى على تلك الناحية فكانوا ينهبون ويسبون ويقتلون وكان يتقلد الحرب بواسط بني بن نفيس فقاتلهم فهزموه فسير المقتدر بالله إلى حريث بن مسعود ومن معه هارون بن غريب وإلى عيسى بن موسى ومن معه بالكوفة صافيا البصري فأوقع بهم هارون وأوقع صافي بمن سار إليهم فانهزمت القرامطة وأسر منهم كثير وقتل أكثر ممن أسر واخذت أعلامهم وكانت بيضاء وعليها مكتوب ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم ائمة ونجعلهم

الصفحة 41