كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 7)

@ 43 @
القاسم بالري واستولى عليها وأخرج منها أصحاب السعيد نصر بن أحمد واستولى على قزوين وزنجان وأبهر وقم وكان معه ماكان بن كالي الديلمي فسار نحو طبرستان والتقوا هم وأسفار عند سارية فأقتتلوا قتالا شديدا فانهزم الحسن وماكان بن كالي فلحق الحسن فقتل وكان انهزام معظم أصحاب الحسن على تعمد منهم للهزيمة وسبب ذلك انه كان يأمر أصحابه الإستقامة ومنعهم عن ظلم الرعية وشرب الخمور وكانوا يبغضونه لذلك ثم اتفقوا على أن يستقدموا هروسندان وهو أحد رؤساء الجبل وكان خال مرداويج ووشمكير ليقدموه عليهم ويقبضوا الحسن الداعي وينصبوا أبا الحسين بن الأطروش ويخطبوا له
وكان هروسندان مع أحمد الطويل بالدامغان بعد موت صعلوك فوقف أحمد على ذلك فكتب إلى الحسن الداعي يعلمه فأخذ حذره فلما قدم هروسندان لقيه مع القواد وأخذهم إلى قصره بجرجان ليأكلوا طعاما ولم يعلموا أنه قد اطلع على ما عزموا عليه وكان قد وافق خواص أصحابه على قتلهم وأمرهم بمنع أصحاب أولئك القواد من الدخول فلما دخلوا داره قابلهم على ما يريدون أن يفعلوه وما أقدموا عليه من المنكرات التي أحلت له دماءهم ثم أمر بقتلهم عن آخرهم وأخبر أصحابه الذين ببابه بقتلهم وأمرهم بنهب أموالهم فاشتغلوا بالنهب وتركوا أصحابهم وعظم قتلهم على أقربائهم ونفروا عنه فلما كانت هذه الحادثة تخلوا عنه حتى قتل ولما قتل استولى اسفار على بلاد طبرستان والري وجرجان وقزوين وزنجان وأبهر وقم والكرخ ودعا لصاحب خراسان وهو السعيد نصر بن أحمد وأقام بسارية واستعمل على آمل هارون بن بهرام وكان هارون يحتاج ان يخطب فيها لأبي جعفر العلوي وخاف أسفار ناحية أبي جعفر أن يجدد له فتنة وحربا فاستدعى هارون إليه وأمره أن يتزوج إلى أحد أعيان آمل ويحضر عرسه أبا جعفر وغيره من رؤساء العلويين ففعل ذلك في يوم ذكره أسفار
ثم سار أسفار من سارية مجدا فوافى آمل وقت الموعد وهاجم دار هارون على حين غفلة وقبض على أبي جعفر وغيره من أعيان العلويين وحملهم إلى بخارى فاعتقلوا بها إلى أن خلصوا أيام فتنة أبي زكريا على ما نذكره ولما فرغ أسفار من أمر طبرستان سار إلى الري وبها ماكان بن كالي فأخذها منه واستولى عليها وسار ماكان إلى

الصفحة 43