كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 7)
@ 45 @
بين يديه وكان في عسكره جماعة من أتراك صاحب خراسان قد ساروا معه فخوفه وزير منهم فرجع إلى رأيه وراسله فأبى أن يجيبه إلى ذلك وعزم على المسير اليه فأشار عليه أصحابه أن يقبل الأموال وأقامة الخطبة له وخوفوه الحرب وأنه لا يدري لمن النصر فرجع إلى قولهم وأجاب أسفار إلى ما طلب وشرط عليه شروطا من حمل الأموال وغير ذلك واتفقا فشرع أسفار بعد اتمام الصلح وقسط على الري وأعمالها على كل رجل دينارا سواء كان من أهل البلاد أم من المجتازين فحصل له مال عظيم ارضى صاحب خراسان ببعضه ورجع عنه فعظم أمر أسفار خلاف ما كان وزاد تجبره وقصد قزوين لما في نفسه على أهلها فأوقع بهم وقعة عظيمة أخذ فيها أموالهم وعذبهم وقتل كثيرا منهم وعسفهم عسفا شديدا وسلط الديلم عليهم فضاقت الأرض عليهم وبلغت القلوب الحناجر وسمع مؤذن الجامع يؤذن فأمر به فألقي من المنارة إلى الأرض فاستغاث الناس من شره وظلمه وخرج أهل قزوين إلى الصحراء الرجال والنساء والولدان يتضرعون ويدعون عليه ويسألون الله كشف ما هم فيه فبلغه ذلك فضحك منهم وشتمهم إستهزاء بالدعاء فلما كان الغد انهزم على ما نذكره
$ ذكر قتل اسفار $
كان في أصحاب أسفار قائد من أكبر قواده يقال له مرداويج بن زيار الديلمي فأرسله إلى سلار صاحب شميران الطرم يدعوه إلى طاعته وهذا سلار هو الذي صار ولده فيما بعد صاحب اذربيجان وغيرها فلما وصل مرداويج إليه تشاكيا ما كان الناس فيه من الجهد والبلاء فتحإليه وتعاقدا على قصده والتساعد على حربه وكان أسفار قد وصل إلى قزوين وهو ينتظر وصول مرداويج بجوابه فكتب مرداويج إلى جماعة من القواد يثق بهم ويعرفهم ما اتفق هو وسلار عليه فأجابوه إلى ذلك وكان الجند قد سئموا أسفار لسوء سيرته وظلمه وجوره وكان في جملة من أجاب إلى مساعدة مرداويج مطرف بن محمد وزير أسفار وسار مرداويج وسلار واسفار وبلغه الخبر وأن أصحابه قد بايعوا مرداويج فأحس بالشر وكان ذلك عقيب حادثته مع أهل قزوين ودعائهم وثار الجند بأسفار فهرب منهم في جماعة من غلمانه وورد الري فأراد أن يأخذ من مال كان عند نائبه بها شيئا فلم يعطه غير خمسة آلاف دينار وقال له
الصفحة 45
520