كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 7)

@ 46 @
انت امير ولا يعوزك مال فتركه وانصرف إلى خراسان فأقام بناحية بيهق واما مرداويج فإنه عاد من قزوين نحو الري وكتب إلى ماكان بن كالي وهو بطبرستان يستدعيه ليتساعدا ويتعاضدا فسرى ماكان بن كالي إلى أسفار وكان قد عسف أهل الناحية التي هو بها فلما أحس بما كان سار إلى بست وركب المفازة نحو الري ليقصد قلعة الموت التي بها أهله وأمواله فانقطع عنه بعض أصحابه وقصد مرداوج فأعمله خبره فخرج مرداويج من ساعته في أثره وقدم بعض قواده بين يديه فلحقه ذلك القائد وقد نزل يستريح فسلم عليه بالأمرة فقال له أسفار لعلكم اتصل بكم خبري وبعثت في طلبي قال نعم فبكى أصحابه فأنكر عليهم اسفار ذلك وقال بمثل هذه القلوب تتجندون أما علمتم أن الولايات مقرونة بالبليات ثم أقبل على ذلك القائد وهو يضحك وسأله عن قواده الذي أسلموا وخذلوه فأخبره أن مرداوج قتلهم فتهلل وجهه وقال كانت حياة هؤلاء غصة في حلقي وقد طابت الآن نفسي فامض فيما أمرت به وظن أنه أمر بقتله فقال ما أمرت فيك بسوء وحمله إلى مرداوج فسلمه إلى جماعة أصحابه ليحمله إلى الري فقال له بعض أصحابه ان أكثر من معك كانوا أصحاب هذا فأنحرفوا عنه إليك وقد اوحشت أكثرهم بقتل قوادهم فما يؤمنك أن يرجعوا أليه غدا ويقبضوا عليك فحيننئذ أمر بقتله وانصرف إلى الري وقيل في قتله أنه لما عاد نحو قلعة الموت نزل في واد هناك يستريح فاتفق أن مرداويج خرج يتصيد ويسأل عن أخباره فرأى خيلا يسيرة في واد هناك فأرسل بعض أصحابه ليأخذ خبرها فرأوا أسفار بن شيرويه في عدة يسيرة من أصحابه يريد الحصن ليأخذ ماله فيه ويستعين به على جمع الجيوش ويعود إلى محاربة مرداويج فأخذوه ومن معه وحملوه إلى مرداويج فلما رآه نزل إليه فذبحه واستقر أمر مرداويج في البلاد وعاد إلى قزوين بعد قتل أسفار فأحسن إلى اهلها ووعدهم الجميل وقيل بل دخل أسفار إلى رحا وقد نال منه الجوع فطلب من الطحان شيئا يأكله فقدم له خبزا ولبنا فأكل منه هو وغلام له ليس معه غيره فأقبل مرداويج إلى تلك الناحية فأشرف على الرحا فرأى اثر حوافر الدواب فسأل عنها فقيل له قد دخل فارسان إلى هذه الرحا فكبس مرداويج الرحا فرآه وقتله

الصفحة 46