@ 467 @
فأرسل اليهما الهدايا والتحف والأموال وأنزلهما بجرجان واستولى نوح على نيسابور واستعمل عليها جيوش خراسان محمود بن سبكتكين ولقبه سيف الدولة ولقب أباه سبكتكين ناصر الدولة فأحسنا السيرة وعاد نوح إلى بخارى وسبكتكين إلى هراة وأقام محمود بنيسابور
$ ذكر عود الأهواز إلى بهاء الدولة $
في هذه السنة ملك بهاء الدولة الأهواز وكان سببه أنه أنفذ عسكرا إليها عدتهم سبعمائة رجل وقدم عليهم طغان التركي فلما بلغوا السوس رحل عنها أصحاب صمصام الدولة فدخلها عسكر بهاء الدولة وانتشروا في أعمال خوزستان وكان أكثرهم من الترك فعلت كلمتهم على الديلم وتوجه صمصام الدولة إلى الأهواز ومعه عساكر الديلم وتميم وأسد فلما بلغ تستر رحل ليلا ليكبس الأتراك من عسكر بهاء الدولة فضل الادلاء في الطريق فأصبح على بعد منهم ورآهم طلائع الأتراك فعادوا بالخبر فحذروا واجتمعوا واصطفوا وجعل مقدمهم واسمه طغان كمينا فلما التقوا واقتتلوا خرج الكمين على الديلم فكانت الهزيمة وانهزم صمصام الدولة ومن معه من الديلم وكانوا ألوفا كثيرة استأمن منهم أكثر من ألفي رجل وغنم الأتراك من أثقالهم شيئا كثيرا وضرب طفان للمستأمنة خيما يسكنونها فلما نزلوا اجتمع الأتراك وتشاوروا وقالوا هؤلاء أكثر من عدتنا ونحن نخاف أن يثورا بنا واستقر رأيهم على قتلهم فلم يشعر الديلم إلا وقد القيت الخيام عليهم ووقع الأتراك فيهم بالعمد حتى أتوا عليهم فقتلوا كلهم وورد الخبر على بهاء الدولة وهو بواسط قد اقترض مالا من مهذب الدولة فلما سمع ذلك سار إلى الأهواز وكان طغان والأتراك قد ملكوها قبل وصوله إليها وأما صمصام الدولة فإنه لبس السواد وسار إلى شيراز فدخلها فغيرت والدته ما عليه من السواد وأقام يتجهز للعود إلى أخيه بهاء الدولة بخوزستان
$ ذكر عدة حوادث $
في هذه السنة عقد النكاح لمهذب الدولة على ابنة بهاء الدولة وللأمير أبي منصور بن بهاء الدولة على ابنة مهذب الدولة وكان الصداق من كل جانب مائة