كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 7)
@ 47 @
$ ذكر ملك مرداويج $
ولما انهزم أسفار من مرداويج ابتدأ في ملك البلاد ثم إنه ظفر بأسفار فقتله فتمكن ملكه وثبت وتنقل في البلاد يملكها مدينة مدينة وولاية ولاية فملك قزوين ووعدهم الجميل فأحبوه ثم سار إلى الري فملكها وملك همذان وكنكور والدينور ويزدجرد وقم وقاشان وأصبهان وجرباذقان وغيرها ثم إنه أساء السيرة في أهل أصبهان خاصة وأخد الأموال وهتك المحارم وطغى وعمل له سريرا من ذهب يجلس عليه وسريرا من فضة يجلس عليه أكابر قواده وإذا جلس على السرير يقف عسكره صفوفا بالبعد منه ولا يخاطبه أحد إلا الحجاب الذين رتبهم لذلك وخافة الناس خوفا شديدا
$ ذكر ملك مرداويح طبرستان $
قد ذكرنا إتفاق ماكان بن كالي مع مرداويج ومساعدته على أسفار فلما اسقر ملك مرداويح وقوي أمره وكثرت أمواله وعساكره وطمع في جرجان وطبرستان وكانتا مع ماكان بن كالي فجمع عساكره وسار إلى طبرستان فثبت له ماكان فاستظهر عليه مرداويج واستولى على طبرستان ورتب فيها بلقسم بن بانجين وهو اسفهسلار عسكره وكان حازما شجاعا جيد الرأي ثم سار مردوايج نحو جرجان وكان بها من قبل ماكان شيرزيل بن سلار وأبو علي بن تركي فهربا من مرداويج وملكها مردوايج ورتب سرخاب بن باوس خال ولد بلقسم بن بانجين خليفة عن بلقسم فجمع لبلقسم جرجان وطبرستان وعاد مرداويج إلى أصبهان ظافرا غانما وسار ماكان إلى الديلم واستنجد أبا الفضل الثائر بها فأكرمه وسار معه إلى طبرستان فلقيهما بلقسم وتحاربوا فانهزم ماكان والثائر فأما الثائر فقصد الديلم وأما ماكان فسار إلى نيسابور فدخل في طاعة السعيد نصر واستنجده فأمده بأكثر جيشه وبالغ في تقويته ووصل إليه ماكان وأبو علي فاقتتلوا قتالا شديدا فانهزم أبو علي وماكان وعادا إلى نيسابور ثم عاد ماكان بن كالي إلى الدامغان ليتملكها فسار نحوه بلقسم فصده عنها فعاد إلى خراسان وسنذكر باقي أخبار ماكان فيما بعد
الصفحة 47
520