كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 7)

@ 485 @
ذلك وجلس القادر بالله له ولم يف المقلد من ذلك بشيء إلا بحمل المال واستولى على البلاد ومد يده في المال وقصده المتصرفون والأماثل وعظم قدره وقبض أبو جعفر على أبي علي ثم هرب أبو علي نائب بهاء الدولة واستتر وسار إلى البطيحة مستترا ملتجئا إلى مهذب الدولة
$ ذكر وفاة المنصور بن يوسف وولاية ابنه باديس $
في هذه السنة توفي المنصور بن يوسف بلكين أمير أفريقية أوائل ربيع الأول خارج صبرة ودفن بقصره وكان ملكا كريما شجاعا حازما ولم يزل مظفرا منصورا حسن السيرة محبا للعدل والرعية أوسعهم عدلا وأسقط البقايا عن أهل أفريقية وكانت مالا جليلا ولما توفي ولي بعده ابنه باديس ويكنى أبا مناد فلما استقر في الأمر سار إلى سردانية وأتاه الناس من كل ناحية للتعزية والتهنئة وأراد بنو زيري أعمام أبيه أن يخالفوا عليه فمنعهم أصحاب أبيه وأصحابه وكان مولد باديس سنة أربع وسبعين وثلاثمائة وأتته الخلع والعهد بالولاية من الحاكم بأمر الله من مصر فقرئ العهد وبايع للحاكم هو وجماعة بني عمه والأعيان من القواد
وفيها ثار على باديس رجل صنهاجي اسمه خليفة بن مبارك فأخذ وحمل إلى باديس فأركب حمارا وجعل خلفه رجل أسود يصفعه وطيف به ولم يقتل احتقارا به وسجن
وفيها استعمل باديس عمه حماد بن يوسف بلكين على أشير وأقطعه إياها وأعطاه من الخيل والسلاح والعدد شيئا كثيرا فخرج إليها وهذا حماد هو جد بني حماد الذين كانوا ملوك أفريقية والقلعة المنسوبة إليهم مشهورة بأفريقية ومنهم أخذها عبد المؤمن بن علي
$ ذكر عدة حوادث $
في هذه السنة قبض بهاء الدولة على الفاضل وزيره وأخذ ماله واستوزر بهاء الدولة سابور ابن أردشير فأقام نحو شهرين وفرق الأموال ووقع بها للقواد قصدا ليضعف بهاء الدولة ثم هرب إلى البطيحة وبقي منصب الوزراة فارغا واستوزر أبو العباس بن سرجسر

الصفحة 485