كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 7)
@ 50 @
إليهم وحذرهم كفر إحسانه والسعي في الشر والفتنة فلما أجابهم إلى ذلك دخل مؤنس وابن حمدان ونازوك إلى بغداد وأرجف الناس بأن مؤنسا ومن معه قد عزموا على خلع المقتدر وتولية غيره فلما كان الثاني عشر من المحرم خرج مؤنس والجيش إلى باب الشماسية فتشاوروا ساعة ثم رجعوا إلى دار الخليفة بأسرهم فلما زحفوا إليها وقربوا منها هرب المظفر بن ياقوت وسائر الحجاب والخدم وغيرهم والفراشون وكل من في الدار
وكان الوزير أبو علي بن مقلة حاضرا فهرب ودخل مؤنس والجيش دار الخليفة وأخرج المقتدر ووالدته وخالته وخواص جواريه وأولاده من دار الخلافة وحملوا إلى دار مؤنس فاعتقلوا بها وبلغ الخبر هارون بن غريب وهو بقطربل فدخل بغداد واستتر ومضى ابن حمدان إلى دار ابن طاهر فأحضر محمد بن المعتضد وبايعوه بالخلافة ولقبوه القامر بالله وأحضروا القاضي أبا عمر عند المقتدر ليشهد عليه بالخلع وعنده مؤنس ونازوك وابن حمدان وبني بن نفيس فقال مؤنس للمقتدر ليخلع نفسه من الخلافة فأشهد عليه القاضي بالخلع فقام ابن حمدان وقال للمقتدر يا سيدي يعز علي أن أراك على هذه الحال وقد كنت أخافها عليك واحذرها وانصح لك واحذرك عاقبة القبول من الخدم والنساء فتؤثر أقوالهم على قولي وكأني كنت أرى هذا وبعد فنحن عبيدك وخدمك ودمعت عيناه وعينا المقتدر وشهد الجماعة على المقتدر بالخلع وأودعوا الكتاب بذلك عند القاضي أبي عمر فكتمه ولم يظهر عليه أحدا فلما عاد المقتدر إلى الخلافة سلمه إليه وأعلمه أنه لم يطلع عليه غيره فاستحسن ذلك منه وولاه قضاء القضاة ولما استقر الأمر للقاهر أخرج مؤنس المظفر علي بن عيسى من الحبس ورتب أبا علي ابن ملقة في الوازرة وأضاف إلى نازوك مع الشرطة حجبة الخليفة وكتب إلى البلاد بذلك وأقطع ابن حمدان مضافا إلى ما بيده من أعمال طريق خراسان وحلوان والدينور وهمذان وكنكور وكرمان وشاهان والراذنات
الصفحة 50
520