كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 7)

@ 51 @
ودقوقي وخانيجار ونهاوند والصميرة والسيروان وماسبذان وغيرها ونهبت دار الخليفة ومضى بني بن نفيس إلى تربة لوالدة المقتدر فأخرج من قبر فيها ستمائة ألف دينار وحملها إلى دار الخليفة وكان خلع المقتدر للنصف من المحرم ثم سكن النهب وانقطعت الفتنة ولما تقلد نازوك حجبة الخليفة أمر الرجالة المصافية بقلع خيامهم من دار الخليفة وأمر رجاله وأصحابه أن يقيموا بمكان المصافية فعظم ذلك عليهم وتقدم إلى خلفاء الحجاب ألا يمكن أحدا يدخل إلى دار الخليفة إلا من له مرتبة فاضطربت الحجبة من ذلك
$ ذكر عود المقتدر إلى الخلافة $
لما كان يوم الاثنين سابع عشر المحرم بكر الناس إلى دار الخليفة لأنه يوم موكب دولة جديدة فامتلأت الممرات والمراحات والرحاب وشاطئ دجلة من الناس وحضر الرجالة المصافية في السلاح الشاك يطالبون بحق البيعة ورزق سنة وهم حنقون بما فعل بهم نازوك ولم يحضر مؤنس المظفر ذلك اليوم وارتفعت زعقات الرجالة فسمع بها نازوك فاشفق أن يجري بينهم وبين أصحابه فتنة وقتال وتقدم إلى أصحابه وأمرهم أن لا يعرضوا لهم ولا يقاتلوهم وزاد شغب الرجالة وهجموا يريدون الصحن التسعيني فلم يمنعهم أصحاب نازوك ودخل من كان على الشط بالسلاح وقربت زعقاتهم من مجلس القاهر بالله وعنده أبو علي بن مقلة الوزير ونازوك وأبو الهيجاء بن حمدان فقال القاهر لنازوك أخرج إليهم فسكنهم وطيب قلوبهم فخرج إليهم نازوك وهو مخمور قد شرب طول ليلته فلما رآه الرجالة تقدموا إليه ليشكوا حالهم إليه في معنى أرزاقهم فلما رآهم بأيديهم السيوف يقصدونه خافهم على نفسه فهرب فطمعوا فيه فتبعوه فانتهى به الهرب إلى باب كان هو سده أمس فأدركوه عنده فقتلوه عند ذلك الباب وقتلوا قبله خادما عجيبا وصاحوا يا مقتدر يا منصور فهرب كل من كان في الدار من الوزير والحجاب وسائر الطبقات وبقيت الدار فارغة وصلبوا نازوك وعجيبا بحيث يراهما من على شائ دجلة
ثم صار الرجالة إلى دار مؤنس يصيحون ويطالبونه بالمقتدر وبادر الخدم فأغلقوا أبواب دار الخليفة وكانوا جميعهم خدم المقتدر ومماليكه وصنائعه وأراد أبو الهيجاء بن حمدان أن يخرج من الدار فتعلق به القاهر وقال انا في ذمامك فقال

الصفحة 51