كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 7)

@ 55 @
له مني يوما طويل البلاء والعناء فكان الناس يضحكون منه
فخرج السعيد إلى نيسابور واستخلف ببخارى أبا العباس الكوسج وكانت وظيفة اخوته تحمل إليهم من عند هذا أبي بكر الخباز وهم في السجن فسعى لهم أبو بكر مع جماعة من أهل العسكر ليخرجوهم فأجابوه إلى ذلك وأعلمهم ما سعى لهم فيه فلما سار السعيد عن بخارى تواعد هؤلاء للاجتماع بباب القهندز يوم جمعة وكان الرسم أن لا يفتح باب القهندز أيام الجمع إلا بعد العصر فلما كان الخميس دخل أبو بكر الخباز إلى القهندز قبل الجمعة التي اتعدوا الاجتماع فيها بيوم فبات فيه فلما كان الغد وهو الجمعة جاء الخباز إلى باب القهندز وأظهر للبواب زهدا ودينا واعطاه خمسة دنانير ليفتح له الباب ليخرجه لئلا تفوته الصلاة ففتح له الباب فصاح أبو بكر الخباز ممن وافقه على إخراجهم وكانوا على الباب فأجابوه وقبضوا على البواب ودخلوا وأخرجوا يحيى ومنصورا وإبراهيمم بني أحمد بن إسماعيل من الحبس مع جميع من فيه من الديلم والعلويين والعيارين فاجتمعوا واجتمع إليهم من وافقهم من العسكر ورأسهم شروين الجيلي وغيره من القواد ثم إنهم عظمت شوكتهم ونهبوا خزائن السعيد نصر بن أحمد ودوره وقصوره واختص يحيى بن أحمد أبا بكر الخباز وقدمه وقواده وكان السعيد إذ ذاك بنيسابور وكان أبو بكر محمد بن المظفر صاحب جيش خراسان بجرجان فلما خرج يحيى وبلغ خبره السعيد عاد من نيسابور إلى بخارى
وبلغ الخبر إلى محمد بن المظفر فراسل ماكان بن كالي وصاهره وولاه نيسابور وأمره بمنعها ممن يقصدها فسار ما كان إليها وكان السعيد قد سار من نيسابور إلى بخارى وكان يحيى وكل بالنهر أبا بكر الخباز فأخذه السعيد أسيرا وعبر النهر إلى بخارى فبالغ في تعذيب الخباز ثم ألقاه في التنور الذي كان يخبز فيه فاحترق وسار يحيى من بخارى إلى سمرقند ثم خرج منها واجتاز بنواحي الصغانيان وبها أبو علي بن أبي بكر محمد بن المظفر وسار يحيى إلى ترمذ فعبر النهر إلى بلخ وبها قراتكين فوافقه قراتكين وخرجا إلى مرو ولما ورد محمد بن المظفر بنيسابور كاتبه يحيى واستماله فأظهر له محمد الميل إليه ووعده المسير نحوه

الصفحة 55