كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 7)

@ 57 @
إلى بغداد ثم منها إلى الموصل وسيأتي خبره إن شاء الله تعإلى وأما قراتكين فإنه مات ببست ونقل إلى اسبيجاب فدفن بها في رباطه المعروف برباط قراتكين ولم يملك ضيعة قط وكان يقول ينبغي للجندي أن يصحبه كل ما ملك أين سار حتى لا يعتقله شيء
$ ذكر عدة حوادث $
في هذه السنة منتصف المحرم وقعت فتنة بالموصل بين أصحاب الطعام وبين أهل المربعة والبزازين فظهر أصحاب الطعام عليهم أول النهار فانضم الأساكفة إلى أهل المربعة والبزازين فاستظهروا بهم وقهروا أصحاب الطعام وهزموهم وأحرقوا أسواقهم وتابعت الفتنة بعد هذه الحادثة واجترأ أهل الشر وتعاقد أصحاب الخلقان والأساكفة على أصحاب الطعام واقتتلوا قتالا شديدا دام بينهم ثم ظفر أصحاب الطعام فهزموا الأساكفة ومن معهم وأحرقوا سوقهم وقتلوا منهم وركب أمير الموصل وهو الحسن بن عبد الله بن حمدان الذي لقب بعد بناصر الدولة ليسكن الناس فلم يسكنوا ولا كفوا ثم دخل بينهم ناس من العلماء وأهل الدين فأصلحوا بينهم
وفيها وقعت فتنة عظيمة ببغداد بين أصحاب أبي بكر المروزي الحنبلي وبين غيرهم من العامة ودخل كثير من الجند فيها وسبب ذلك أن أصحاب المروزي قالوا في تفسير قوله تعإلى { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا } هو أن الله سبحانه يقعد النبي معه على العرش وقالت الطائفة الأخرى إنما هو الشفاعة فوقعت الفتنة واقتتلوا فقتل بينهم قتلى كثيرة
وفيها ضعفت الثغور الحزرية عن دفع الروم عنهم منها ملطية وميافارقين وآمد وأرزن وغيرها وعزموا على طاعة ملك الروم والتسليم إليه لعجز الخليفة المقتدر بالله عن نصرهم وأرسلوا إلى بغداد يستأذنون في التسليم ويذكرون عجزهم ويستمدون العساكر لتمنع عنهم فلم يحصلوا على فائدة فعادوا وفيها قلد القاضي أبو عمر محمد بن يوسف بن إسحاق بن حماد بن زيد قضاء القضاة وفيها قلد ابنا رائق شرطة بغداد مكان نازوك

الصفحة 57