كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 7)
@ 59 @
$ ثم دخلت سنة ثمان عشرة وثلاثمائة $
$ ذكر هلاك الرجالة المصافية $
في هذه السنة في المحرم هلك الرجالة المصافية وأخرجوا من بغداد بعد ما عظم شرهم وقوي أمرهم وكان سبب ذلك أنهم لما أعادوا المقتدر إلى الخلافة على ما ذكرنا زاد إذلالهم واستطالتهم وصاروا يقولون أشياء لا يحتملها الخلفاء منها أنهم يقولون من أعان ظالم سلطه الله عليه ومن يصعد الحمار إلى السطح يقدر أن يحطه وان لم يفعل المقتدر معنا ما نستحقه قاتلناه بما يستحق إلى غير ذلك وكثر شغبهم ومطالبتهم وادخلوا في الأرزاق أولادهم وأهليهم ومعارفهم وأثبتوا أسماءهم فصار لهم في الشهر مائة ألف وثلاثون ألف دينار واتفق أن شغب الفرسان في طلب أرزاقهم فقيل لهم إن بيت المال فارغ وقد انصرفت الأموال إلى الرجالة فثار بهم الفرسان فاقتتلوا فقتل من الفرسان جماعة واحتج المقتدر بقتلهم على الرجالة وأمر محمد بن ياقوت فركب وكان قد استعمل على الشرطة فطرد الرجالة عن دار المقتدر ونودي فيهم بخروجهم عن بغداد ومن أقام قبض عليه وحبس وهدمت دور غرمائهم وقبضت أملاكهم وظفر بعد النداء بجماعة منهم فضربهم وحلق لحاهم وشهر بهم وهاج السوادن تعصبا للرجالة فركب محمد أيضا في الحجرية وأوقع بهم وأحرق منازلهم فاحترق فيها جماعة كثيرة منهم ومن أولادهم ومن نسائهم فخرجوا إلى واسط واجتمع بها منهم جمع كثير وتغلبوا عليها وطرحوا عامل الخليفة فسار إليهم مؤنس فأوقع بهم وأكثر القتل فيهم فلم تقم لهم بعدها راية
الصفحة 59
520