كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 7)

@ 61 @
ضجة عظيمة وأصواتا ماثلة فساأ ما الخبر فقيل إن الوزير قد كتب بإطلاق بني البريدي وأنفذ إليه أبو عبد الله كتابا موزا يأمر فيه باطلاقهم وإعادتهم إلى أعمالهم فقال لهم أحمد هذا الكتاب الخليفة بخطه يقول فيه لا تطلقهم حتى يأتيك كتاب آخر بخطي ثم ظهر أن الكتاب مزور ثم أنفذ المقتدر فاستحضرهم إلى بغداد وصودروا على أربعمائة ألف دينار وكان لا يطمع فيها منهم وإنما طلب منهم هذا القدر ليجيبوا إلى بعضه فأجابوا إليه جميعه ليتخلصوا ويعودوا إلى عملهم
$ ذكر خروج صالح والأغر $
وفي هذه السنة في جمادى الأولى خرج خارجي من بجيلة من أهل البوازيج اسمه صالح بن محمود وعبر إلى البرية واجتمع إليه جماعة من بني مالك وسار إلى سنجار فأخذ من أهلها مالا فلقيه قوافل فأخذ عشرها وخطب بسنجار فذكر بأمر الله وحذر وأطال في هذا ثم قال نتولى الشيخين ونبرأ من الخبيثين ولا نرى المسح على الخفين وسار منها إلى الشجاجية من أرض الموصل فطالب أهلها وأهل أعمال الفرج بالعشر وأقام أياما وانحدر إلى الحديثة تحت الموصل فطالب المسلمين بزكاة أموالهم والنصارى بجزية رؤوسهم فجرى بينهما حرب فقتل من أصحابه جماعة ومنعوه من دخولها فأحرق لهم ست عروب وعبر إلى الجانب الغربي
وأسر أهل الحديثة ابنا لصالح اسمه محمد فأخذه نصر بن حمدان بن حمدون وهو الأمير بالموصل فأدخله إليها ثم سار صالح إلى السن فصالحه أهلها على مال أخذه منهم وانصرف إلى البوازيج وسار منها إلى تل خوسا قرية من أعمال الموصل عند الزاب الأعلى وكاتب أهل الموصل في أمر ولده وتهددهم إن لم يردوه إليه ثم رحل إلى السلامية فصار إليه نصر بن حمدان لخمس خلون من شعبان من هذه السنة ففارقها صالح إلى البوازيج فطلبه نصر فأدركه بها فحاربه حربا شديدة قتل فيها من رجال صالح نحو مائة رجل وقتل من أصحاب نصر جماعة وأسر صالح ومعه ابنان له وأدخلوا غلى الموصل وحملوا إلى بغداد فأدخلوا مشهورين
وفيها في شعبان خرج بأرض الموصل خارجي اسمه الأغر بن مطر التغلبي وكان يذكر أنه من ولد عتاب بن كلثوم التغلبي أخي عمرو بن كلثوم الشاعر وكان خروجه

الصفحة 61