كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 7)

@ 8 @
افتتحوها ثم ينصرفون عنها ويعود إليها ففعل وسار إلى سارية ثم رحلوا عن استراباذ إلى جرجان ثم إلى نيسابور وجعلوا بغرا باسترأباذ فلما اسروا عنها عاد إليها ماكان بن كالي ففارقها بغرا إلى جرجان وأساء السيرة في أهلها وخرج إليه ماكان فرجع بغرا إلى نيسابور وأقام ماكان بجرجان ونحن نذكر ابتداء حال ماكان وننقلها عند قتله سنة تسع وعشرين وثلائمائة
$ ذكر خروج إلياس بن إسحاق بن أحمد بن أسد الساماني $
ثم خرج إلياس بن إسحاق بن أحمد المقدم ذكره أنه خرج مع أبيه وانهزم إلى فرغانة فلما بلغ فرغانة أقام بها إلى أن خرج ثانيا واستعان عند خروجه بمحمد بن الحسين بن مت وجمع من الترك فاجتمع معه ثلاثون الف عنان فقصد سمرقند مشافقا للسعيد نصر بن أحمد فسير إليه نصر أبا عمرو محمد بن أسد وغيره في ألفين وخمسمائة رجل فكمنوا خارج سمرقند يوم ورود إلياس فلما وردها واشتغل هو ومن معه بالنزول خرج الكمين عليه من بين الشجر ووضعوا السيوف فيهم فانهزم إلياس وأصحابه فوصل إلياس إلى فرغانة ووصل ابن مت إلى اسبيجاب ومنها إلى ناحية طراز فكوتب دهقان الناحية التي نزلها وأطمع وقبض عليه وقتله وأنفذ رأسه إلى بخارى
وكان ابن مت شجاعا وكان قد سخر جمالا عند خروجه فجاء أصحابها يطلبونها منه فقال سأردها عليكم ببغداد _ يعني أنه لا يرد شيئا من بغداد ثقة بكثرة جمعه وقوته _ فجاءت الأقدار بما لم يكن في الحساب ثم عاد إلياس فخرج مرة ثالثة وأعانه أبو الفضل بن أبي يوسف صاحب الشاش فسير إليه محمد بن اليسع فحاربهم فانهزم إلى كاشغر وأسر أبو الفضل وحمل إلى بخارى فمات بها وأما إلياس فصاهر دهقان كاشغر طغانتكين واستقر بها ثم ولى محمد بن الظفر فرغانة فرجع إليها إلياس بن إسحاق معاندا فحاربه محمد بن المظفر فهزمه مرة اخرى فعاد إلى كاشغر فكاتبه محمد بن المظفر واستماله ولطف به فأمن إلياس إليه وحضر إلى بخارى فأكرمه السعيد وصاهره وأقام معه
$ ذكر وفاة محمد بن جرير الطبري $
وفي هذه السنة توفي محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ ببغداد ومولده سنة أربع وعشرين ومائتين ودفن ليلا بداره لأن العامة اجتمعت ومنعت من دفنه نهارا

الصفحة 8