كتاب نظم الدرر فى تناسب الآيات والسور - العلمية (اسم الجزء: 7)

صفحة رقم 46
في عينيه ووضع يده عليه وسأله : ما ينظر ؟ قال : أنظر الناس مثل الشجر يمشون ، فوضع يده أيضاً على عينيه ، فأبصر حيناً ونظر إلى كل شيء ظاهراً ، قال : ثم جاء إلى ناحية قيسارية فيلقس فسأل تلاميذه : ماذا يقول الناس في ابن الإنسان ؟ فقال قوم : يوحنا المعمدان ، وآخرون : إليا ، وآخرون : إرميا ، وواحد من الأنبياء ، فقال لهم : فأنتم ماذا تقولون ؟ أجاب سمعان بطرس - وقال : أنت هو المسيح ، أجاب يسوع وقال له : طوبى لك يا سمعان ابن يونان لأنه ليس جسد يعسى وأبواب الجحيم لا تقوى عليه ولك أعطي ملكوت السماوات ، وما ربطته الأرض يكون مربوطاً في السموات ، وما حللته على الأرض يكون محلولاً في السموات ، وبدأ يسوع من ذلك الوقت يخبر تلاميذه أنه ينبغي أن يمضي إلى يروشلين ويقبل الآماً كثيرة من المشايخ ورؤساء الكهنة والكتبة ، وقال : من أراد أن يخلص نفسه فليهلكها ، وهن أهلك نفسه من أجلي وجدها ، وما ينع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه ؟ وماذا يعطي الإنسان فداء لنفسه ، وقال لوقا : وكان جمع كثير ينطلق فالتفت لهم وقال لهم : من يأتي إليّ ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وبينه وإخوته وأخواته نعم حتى نفسه ، فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً ، من منكم يريد أن يبني برجاً ولا يجلس أولاً ويحسب نفقته ؟ وهل له ما يكمله لكيما يستهزىء به كل من ينظره إذا وضع الأساس ولم يقدر على إكماله ، وأي ملك يخرج إلى محاربة ملك آخر فلا يجلس أولاً ويفكر هل يستطيع أن يلقي بعشرة آلاف الموافي إيه في عشرين ألفاً إلا فما دام بعيداً منه يرسل رسلاً رسل سلامة ، وهكذا كل منكم إن لم يرفض كل شيء له لا يقدر أن يكون لي تلميذاً ، وذكر لوقا أيضاً أنه عليه الصلاة والسلام كان في وليمة فقال مثلاً لأنهم كانوا يتخيرون المتكآت فقال لهم : متى دعاك أحد إلى عرس فلا تجلس في أول الجماعة ، فلعله قد دعا هناك أكرم منك عليه فيأتي الذي دعاه فيقول له : يا حبيب ارتفع إلى فوق ، حينئذ يكون لك مجداً قدام المتكئين معك لأن كل من يرتفع يتضع ، وكل من يتضع يرتفع ، وقال للذي دعاه : وإذا صنعت وليمة فلا تدع أحباءك ولا إخوتك ولا أقاربك ولا إغنياء جيرانك لعلهم أن يدعوك أيضاً فيكون لك مكافأة ، لكن إذا صنعت طعاماً فادع المساطكين والعور والضعفاء والعميان ، وطوباك لأنه ليس لك ما يكافئونك ، ومجازاتك تكون في قيامة الصديقين ، فسمع واحد من المتكئين ذلك ، فقال له : طوبى لمن يأكل خبزاً في ملكوت الله ، وقال متى : وجاء تلاميذ يسوع إليه وقالوا له : من هو العظيم في ملكوت السماوات ، فدعا طفلاً وأقامه بينهم وقال : الحق أقول : إن لم ترجعوا وتكونوا مثل الصبيان لا تدخلوا ملكوت السماوات ، ومن اتضع مثل هذا الصبي فهو العظيم في ملكوت السماوات ، ومن قبل صبياً مثل هذا باسمي فقد قبلني ،

الصفحة 46