كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 7)

وأما ردّ العجز على الصدر
- فهو كل كلام منثور أو منظوم يلاقى آخره أوّله بوجه من الوجوه، كقوله تعالى: وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ
وقوله تعالى: لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى
وقولهم:
«القتل أنفى للقتل» و «الحيلة ترك الحيلة» وقولهم: طلب ملكهم فسلب ما طلب، ونهب ما لهم فوهب ما نهب.
وهو فى النّظم على أربعة أنواع:
الأوّل: أن يقعا طرفين،
إما متفقين صورة ومعنى، كقوله:
سريع إلى ابن العم يشتم عرضه ... وليس إلى داعى الندى بسريع
وقوله:
سكران سكر هوى وسكر مدامة ... أنّى يفيق فتى به سكران؛
أو متفقين صورة لا معنى، وهو أحسن من الأوّل، كقول السّرىّ:
يسار من سجيّتها المنايا ... ويمنى من عطيّتها اليسار
وقول الآخر:
ذوائب سود كالعناقيد أرسلت ... فمن أجلها منّا النفوس ذوائب؛
أو معنى لا صورة «1» ، كقول عمر بن أبى ربيعة:
واستبدّت مرّة واحدة ... إنما العاجز من لا يستبد
وقول السّرىّ:
ضرائب أبدعتها فى السّماح ... فلسنا نرى لك فيها ضريبا

الصفحة 109