كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 7)

أو انصراف المتكلّم عن المخاطبة [الى الإخبار «1» ] ، كقوله تعالى: حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ
ومثال ذلك فى الشعر قول عنترة:
ولقد نزلت فلا تظنّى غيره ... منّى بمنزلة المحبّ المكرم
ثم قال مخبرا عنها:
كيف المزار وقد تربّع أهلها، بعنيزتين ... «2» وأهلنا بالغيلم؛
أو انصراف المتكلّم من الإخبار إلى التكلّم، كقوله تعالى: وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ
؛ أو انصراف المتكلّم من التكلّم إلى الإخبار، كقوله تعالى: إِنْ يَشَأْ «3» يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَما ذلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ*
وقد جمع امرؤ لاقيس لاالتفاتات الثلاثة فى ثلاثة أبيات متواليات، وهى قوله:
تطاول ليلك بالإثمد «4» ... ونام الخلىّ ولم ترقد
وبات وباتت له ليلة ... كليلة ذى العائر «5» الأرمد
وذلك من نبإ جاءنى ... وخبّرته عن أبى الأسود

الصفحة 117