كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 7)

وأما تجاهل العارف
- فهو سؤال المتكلّم عما يعلمه حقيقة تجاهلا منه ليخرج كلامه مخرج المدح أو الذمّ، أو ليدلّ على شدّة التدلّه فى الحبّ، أو لقصد التعجّب أو التوبيخ أو التقرير؛ وقال السكاكىّ: هو سوق المعلوم مساق غيره لنكتة «1» كالتوبيخ، كما فى قول الخارجيّة وهى ليلى بنت طريف:
أيا شجر الخابور «2» مالك مورقا ... كأنك لم تجزع على ابن طريف
والمبالغة فى المدح، كقول البحترىّ:
ألمع برق سرى أم ضوء مصباح ... أم ابتسامتها بالمنظر الضاحى
أو الذمّ، كما قال زهير:
وما أدرى ولست «3» إخال أدرى ... أقوم آل حصن أم نساء
أو التدلّه فى الحبّ، كقوله:
بالله يا ظبيات القاع قلن لنا ... ليلاى منكنّ أم ليلى من البشر «4»
وقول البحترىّ:
بدا فراع فؤادى حسن صورته ... فقلت هل ملك ذا الشخص أم ملك.

الصفحة 123