كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 7)
فَاطِمَةَ إِلَيهَا، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إِلَينَا وَقَد أَخَذنَا مَضَاجِعَنَا فَذَهَبنَا نَقُومُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: عَلَى مَكَانِكُمَا، فَقَعَدَ بَينَنَا حَتَّى وَجَدتُ بَردَ قَدَمِهِ عَلَى صَدرِي، وقَالَ: أَلَا أُعَلِّمُكُمَا خَيرًا مِمَّا سَأَلتُمَا؟ إِذَا أَخَذتُمَا مَضَاجِعَكُمَا أَن تُكَبِّرَا اللَّهَ أَربَعًا وَثَلَاثِينَ وَتُسَبِّحَاهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَتَحمَدَاهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَهوَ خَيرٌ لَكُمَا.
زاد في رواية: قال علي: ما تركته منذ سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم. قيل له: ولا ليلة صفين؟ قال: ولا ليلة صفين.
رواه أحمد (1/ 136)، والبخاريُّ (3705)، ومسلم (2727).
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الدنيا، مع أنه مكنهم منها، وهي سنة الله في الأنبياء والأولياء، كما قال صلى الله عليه وسلم: أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأولياء ثم الأمثل فالأمثل (¬1).
و(قوله: فجاء وقد أخذنا مضاجعنا) كان هذا المجيء بالليل؛ لأنَّه قد جاء في بعض طرقه أنه قال: طرقهما ليلا.
و(قوله: على مكانكما) أي: اثبتا على مكانكما والزماه. وقعود النبي صلى الله عليه وسلم بين ابنته وبين علي دليل على جواز مثل ذلك، وأنه لا يعاب على من فعله إذا لم يؤد ذلك إلى اطلاع على عورة، أو إلى شيء ممنوع شرعا.
و(قوله: ما ألفيتيه عندنا (¬2)) أي: ما وجدت الخادم عندنا، ثم إنه أحالهما على التسبيح والتهليل والتكبير؛ ليكون ذلك عوضا من الدعاء عند الكرب والحاجة، كما كانت عادته عند الكرب على ما يأتي في الحديث المذكور بعد هذا. ويمكن أن يكون من جهة أنه أحب لابنته ما يحب لنفسه، إذ كانت بضعة منه، من
¬__________
(¬1) رواه أحمد (1/ 172)، والترمذي (2398)، وابن ماجه (4023).
(¬2) هذه العبارة ليست في التلخيص، وإنما هي في صحيح مسلم برقم (2728) (81).