كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 7)
[2657] وعن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب: لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم.
وفي رواية: (إذا حزبه أمر) مكان (عند الكرب).
رواه أحمد (1/ 228)، والبخاريُّ (6345)، ومسلم (2730).
* * *
ـــــــــــــــــــــــــــــ
إيثار الفقر، وتحمل شدته والصبر عليه، ترفيعا لمنازلهم وتعظيما لأجورهم، وبهذين المعنيين، أو أحدهما تكون تلك الأذكار خيرا لهما من خادم؛ أي من التصريح بسؤال خادم، والله تعالى أعلم.
و(قوله: كان صلى الله عليه وسلم يقول عند الكرب: لا إله إلا الله العظيم الحليم. . . الحديث) قال الطبري: كان السلف يدعون بهذا الدعاء، ويسمونه: دعاء الكرب، فإن قيل: كيف يسمى هذا دعاء وليس فيه من معنى الدعاء شيء، وإنَّما هو تعظيم لله تعالى، وثناء عليه؟ فالجواب: إن هذا يسمى دعاء لوجهين:
أحدهما: أنه يستفتح به الدعاء، ومِن بعده يدعو. وقد ورد في بعض طرقه: ثم يدعو.
وثانيهما: أن ابن عيينة قال - وقد سئل عن هذا -: أما علمت أن الله تعالى يقول: إذا شغل عبدي ثناؤه عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين؟ (¬1). وقد قال أمية بن أبي الصلت:
إذا أثنى عليك المرء يوما ... كفاه من تعرضك (¬2) الثناء
¬__________
(¬1) رواه الترمذي (2926).
(¬2) في (ز): تعرضه.