كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 7)

الكعبة، وهو يقول فيها: [من الطويل]
لعمرك ما الأيّام إلا معارة ... فما اسطعت من معروفها فتزوّد
«1202» - قال أبو نواس: قد قال شاعران بيتين ووضعا التشبيه فيهما في غير موضعه، فلو أخذ البيت الثاني من شعر أحدهما فجعل مع البيت الآخر، وأخذ بيت ذاك فجعل مع هذا، كان لفقا له ومشبها، فقيل له: أيّ ذلك تعني؟
قال: قول جرير للفرزدق: [من الطويل]
فإنك إذ تهجو تميما وترتشي ... تبابين قيس أو سحوق العمائم
كمهريق ماء بالفلاة وغرّه ... سراب أثارته [1] رياح السّمائم
وقول ابن هرمة: [من المتقارب]
وإني وتركي ندى الأكرمين ... وقدحي بكفيّ زندا شحاحا
كتاركة بيضها بالعراء ... وملحفة بيض أخرى جناحا
فلو قال جرير: فإنك إذ تهجو تميما، وبعده كتاركة بيضها بالعراء، لكان أشبه ببيته، ولو قال ابن هرمة مع بيته: وإني وتركي ندى الأكرمين، وبعده كمهريق ماء بالفلاة، لكان أشبه به.
1203- هكذا جاءت الرواية عن أبي نواس؛ وهو أيضا وهم فإن الشّعر للفرزدق من قصيدته التي أولها: [من الطويل]
«تحنّ بزوراء المدينة ناقتي»
__________
[1] عيار: أذاعته.

الصفحة 286