كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 7)

فقام ذو الرّمّة فذهب ولم ينشد في المربد بعدها حتى مات الخياط.
«1210» - وقال غيلان بن المعذّل: قدم علينا ذو الرّمّة الكوفة فأنشدنا بالكناسة وهو على راحلته قصيدته الحائية التي يقول فيها: [من الطويل]
إذا غير النأي المحبّين لم يكد ... رسيس الهوى من حبّ ميّة يبرح
فقال له عبد الله بن شبرمة: قد برح يا ذا الرّمّة، ففكر ساعة ثم قال: لم أجد رسيس الهوى من حبّ ميّة يبرح. قال: فأخبرت أبي بما كان من قول ذي الرّمّة واعتراض ابن شبرمة عليه، فقال: أخطأ ذو الرّمّة في رجوعه عن قوله الأول، وأخطأ ابن شبرمة في اعتراضه عليه. هذا مثل قول الله عزّ وجلّ: إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها
(النور: 40) هو لم يرها ولم يكد.
«1211» - قال أبو عبد الله الزبيري: اجتمع راوية جميل وراوية كثيّر وراوية جرير وراوية الأحوص وراوية نصيب، فافتخر كلّ واحد منهم بصاحبه، وقال صاحبي أشعر، فحكّموا سكينة بنت الحسين لما عرفوه من عقلها وبصرها بالشّعر، فخرجوا حتى استأذنوا عليها، وذكروا لها الذي كان من أمرهم، فقالت لراوية جرير: أليس صاحبك الذي يقول: [من الكامل]
طرقتك صائدة القلوب وليس ذا ... حين [1] الزيارة فارجعي بسلام
وأيّ ساعة أحلى للزيارة من الطّروق؟ قبّح الله صاحبك وقبّح شعره، ألا قال:
ادخلي بسلام.
__________
[1] الأغاني: وقت.

الصفحة 290