كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 7)

فقال: هل تعلم في هذا المعنى شيئا؟ فلم أرد مكاشفته، فأضربت عن أبيات عليّ ابن العباس الرومي في تشبيه المجمرة بالفوّارة، وإنما عكسه يعلى، وقلت: بل قريبا منه، وأنشدته لنفسي شعرا؛ فقال: لمن أنشدتني بدءا وعودة؟ قلت:
للذي أنكرت عليه أن يدخل بين الشيوخ؛ فعرف، وعرّف بي فاستصحبني منذ ذلك اليوم.
«1222» - لما ورد الخالديان العراق قال فيهما السريّ الرفاء يخاطب أبا الخطّاب الصابي: [من الكامل]
بكرت عليك مغيرة الأعراب ... فاحفظ ثيابك يا أبا الخطاب
ورد العراق ربيعة بن مكدّم ... وعتيبة بن الحارث بن شهاب
وهي قصيدة مشهورة من عيون شعره. فاستحسن هذا المعنى واستجيد، وإنما أخذه من قول أبي تمّام، وقد سرق شعره محمد بن يزيد الأموي فمدح به:
[من الخفيف]
من بنو عامر من ابن الحباب ... من بنو تغلب غداة الكلاب
من طفيل بن عامر ومن الحا ... رث أم من عتيبة بن شهاب
«1223» - وبشّار يسمونه أبا المحدثين لتقدّمه وتسليمهم إليه الفضيلة والسبق، وبعض أهل اللغة يستشهدون بشعره لزوال الطعن عليه فيها فمما أسقط فقال: [من الرمل]
إنما عظم سليمى حبّتي ... قصب السّكّر لا عظم الجمل
وإذا أدنيت منها بصلا ... غلب المسك على ريح البصل

الصفحة 301