كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 7)

وديك، فهي تجمع البيض لي وتحفظه عندها؛ فهذا قولي عندها أحسن من «قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل» عندك.
وهذا عذر غير واضح، وهو باستئناف ذنب أولى. وقد كان يسعه أن يقول ما تفهمه الأمة ولا يسقط هذا السقوط. وما الذي أحوجه إلى أن يدوّنه ويروى عنه؟ وأيّ حجّة له في البيتين الأوّلين لولا الزّلل والنقص المستوليان على البشر.
«1224» - وأبو تمام، مع باهر فضله وبديع نظمه ونطقه بالشعر الذي لو سمي سحرا لكان أليق، يقول: [من الوافر]
خشنت عليه أخت بني خشين
ويظن ذلك من البديع الذي اخترعه وسلك مذهبه. ويقول يمدح رجلا ويصفه بالتنين: [من الكامل]
ولّى ولم يظلم وهل ظلم امرؤ ... حثّ النجاء وخلفه التّنين
وقال أيضا وهجن: [من الكامل]
كانوا رداء زمانهم فتصدّعوا ... فكأنّما لبس الزمان الصّوفا
وأغار على زهير حيث يقول: [من الوافر]
«لمن طلل برامة لا يريم»
فقال: [من الوافر]
أرامة كنت مألف كلّ ريم

الصفحة 303