كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 7)

وقد قال، وبعد عن الفصاحة وهو إمامها: [من الكامل]
والمجد لا يرضى بأن ترضى بأن ... يرضى امرؤ يرجوك إلا بالرضا
«1225» - وكذلك الرضيّ أبو الحسن الموسوي ممن شهد بفضله الأعداء، وترجم شعره أكابر العلماء، وقد كان علمه أكثر من شعره، وله تصنيف في علم القرآن برّز فيه على القدماء، ثم لم يمنعه اقتداره على درر الكلام وجواهر المعاني من التعرّض لما ليس له، والغارة الشعواء على متقدّمي الشعراء. وقد كان غنيّا ببنات صدره عن الاستلحاق، ومكفيّا بمصون خاطره عن الاستطراق. وقد عثرت له على زلل يرتفع قدره عنه، وسهو لو تنبّه له غيّره. ولعلّ غليان الخاطر وازدحام البيان، شغله عن تفقّد ما جرى به اللسان. وسأقتصر على البعض إذ كان القصد بكشف غلط مثله من صدور العلم إقامة عذر من لم يبلغ شأوه.
(1) فممّا سها في إعرابه وغفل عن تصحيحه قوله: [من البسيط]
ترجو وبعض رجاء الناس متعبة ... قد ضاع دمعك يا باك على الطلل
فرفع المنادى المشبّه بالمضاف وحقّه النصب.
(2) ومثله قوله أيضا: [من الطويل]
ولم أنسه غاد وقد أحدقت به ... أدان تروّي نعشه وأقارب
(3) ومن ذلك قوله: [من الطويل]
وأين المطايا تذرع البيد والدجى ... إلى أقرب من نيل عزّ وأبعد
ولم تستعمل العرب أفعل التفضيل إلا جاءت «بمن» ، كقولهم: أقرب من

الصفحة 304