كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 7)

عبيدة عن قول الراجز: [من الرجز]
أهدّموا بيتك لا أبا لكا ... وزعموا أنك لا أخا لكا
وأنا أمشي الدّألى حوالكا
فقلت: لمن هذا الشّعر؟ قال: يقول العرب هذا يقوله الضبّ للحسل أيام كانت الأشياء تتكلّم. الدّألى: مشي كمشي الذئب، يقال هو يدأل في مشيته إذا مشى كمشية الذئب، ومنه قول امرىء القيس: [من الطويل]
«أقبّ حثيث الرّكض والدّألان»
ومن روى بيت ابن عنمة الضبيّ: [من الوافر]
«تعارضه مربّبة دؤول»
بالدال غير معجمة أراد هذا، ومن قال «ذؤول» بالذال معجمة أراد السرعة، يقال: مرّ يذأل أي يسرع.
1277- وزعموا أنّ الضبّ قاضي الطير والبهائم، وأنها اجتمعت إليه أوّل ما خلق الإنسان فوصفوه له فقال: تصفون خلقا ينزل الطير من السماء ويخرج الحوت من الماء، فمن كان ذا جناح فليطر، ومن كان ذا مخلب فليحتفر.
«1278» ومن دعاويهم أنّ أبا عروة كان يزجر الذئاب ونحوها مما يغير على الغنم، فيفتق مرارة السّبع في جوفه، فذلك قول النابغة الجعدي: [من المنسرح]
زجر أبي عروة السباع إذا ... أشفق أن يختلطن بالغنم
وقال من يطعن في هذا، السبع أشدّ أبدا من الغنم، فإذا فعل ذلك بالسبع

الصفحة 341