كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 7)

بني عامر هل تعرفون إذا غدا ... أبو مكنف قد شدّ عقد الدوابر
بجيش تضلّ البلق في حجراته ... ترى الأكم منه سجّدا للحوافر
يقول: لكثرة الجيش يطحن الأكم حتى يلصقها بالأرض.
وجمع كمثل اللّيل مرتجس الوغى ... كثير تواليه سريع البوادر
أبت عادة للورد أن يكره الوغى ... وعادة رمحي في نمير وعامر
هل حضرت مع أبيك هذه الوقعة؟ قال: نعم، قلت: فكم كانت خيلكم؟
قال: ثلاثة أفراس أحدها فرسه. فذكرت هذا لابن أبي بكير الهذليّ، فحدّثني عن أبيه وقال: حضرت يوم جبلة- وقد بلغ مائة سنة وأدرك أيام الحجاج- قال: فكانت الخيل في الفريقين مع ما كان لابني الجون ثلاثين فرسا. قال فحدّثت بهذا الحديث الخثعميّ، وكان راوية أهل الكوفة، فحدّثني أنّ خثعم قتلت رجلا من بني سليم بن منصور فقالت أخته ترثيه: [من الطويل]
لعمري وما عمري عليّ بهيّن ... لنعم الفتى غادرتم آل خثعما
وكان إذا ما أورد الخيل بيشة ... إلى جنب أشراج أناخ فحمحما
فأرسلها زهوا رعالا كأنها ... جراد زهته ريح نجد فأتهما
فقيل لها: كم كانت خيل أخيك؟ قالت: اللهم إني لا أعرف إلا فرسه.
«1287» - وسأل الحجاج محمد بن عبد الله بن نمير الثقفيّ عن قوله في أخته زينب بنت يوسف حيث شبّب بها: [من الطويل]
ولما رأت ركب النّميريّ أعرضت ... وكنّ من ان يلقينه حذرات
كم كان ركبك يا نميري؟ قال: والله إن كنت إلا على حمار هزيل ومعي رفيق لي على أتان مثله. ويقال بل قال كان معي ثلاثة أحمرة أجلب عليها القطران.

الصفحة 344