كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 7)

«1288» - وعلى هذا قول مهلهل: [من الوافر]
فلولا الريح أسمع من بحجر ... صليل البيض تقرع بالذكور
وإنما كانت الوقعة بعنيزة، وهي من حدود الشام فكم بينها وبين حجر اليمامة؟
«1289» - وزعم أبو عبيدة معمر بن المثنى عمّن حدّثه أنّ بكر بن وائل أرادت الغارة على قبائل تميم فقالوا إن علم بنا السّليك أنذرهم، فبعثوا فارسين على جوادين يريغان السّليك، فبصرا به فقصداه، وخرج يحضر كأنه ظبي، وطارداه سحابة يومهما، فقالا: هذا النهار ولو جنّ عليه الليل لقد فتر. فجدّا في طلبه، فإذا بأثره قد بال فرغا في الأرض وقد خدّها، فقالا: قاتله الله ما أشدّ متنه، ولعلّ هذا كان من أوّل الليل. فلما اشتدّ به العدو فتر، فاتّبعاه، فإذا به قد عثر بأصل شجرة فندر منها كمكان تلك، وانكسرت قوسه فارتزّت قصدة منها في الأرض فنشبت. فقالا: قاتله الله، والله لا نتبعه بعد هذا، فرجعا عنه. فأتمّ إلى قومه فأنذرهم فلم يصدّقوه لبعد الغاية عنه. ففي ذلك يقول: [من الطويل]
يكذّبني العمران: عمرو بن جندب ... وعمرو بن عمرو [1] والمكذب أكذب
ثكلتهما إن لم أكن قد رأيتها ... كراديس يهديها إلى الحيّ موكب
كراديس فيها الحوفزان وحوله ... فوارس همّام متى يدع يركبوا
فصدقه قوم فنجوا، وكذّبه الباقون فورد عليهم الجيش فاكتسحهم.
1290- وكان تأبّط شرا عجبا، وهو من العدائين الفتّاك الشجعان،
__________
[1] الكامل: وعمرو بن كعب؛ الدرة: وعمرو بن سعد.

الصفحة 345