كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 7)

والحلف السّفساف يردي في الرّدى ... قالت ألا ترينه قالت أرى
قال ألا أدخله قالت بلى ... فشام فيها مثل محراث الغضا
يقول لما غاب فيها واستوى ... لمثلها كنت أحسّيك الحسى
وأما خبر مسيلمة في قتله فهو مع المغازي، وقتله جيش أبي بكر رضي الله عنه باليمامة بعد حرب عظيمة. وكان معظم الصحابة رضي الله عنهم في الجيش، وقتل منهم عدد كثير. وكانت لخالد بن الوليد فيها نكاية شديدة.
«1293» - وتنّبأ قبل وفاة النبيّ صلّى الله عليه وسلم الأسود العنسيّ باليمن، واشتدت شوكته واستطار أمره كالحريق فقتله الأبناء باتفاق من زوجته بصنعاء.
«1294» - وتنّبأ طلحة الأسديّ في بني أسد بعد وفاة النبي صلّى الله عليه وآله وسلم، ثم عاد إلى الإسلام وشهد وقائع الفرس، وكان له فيهم نكاية. وهو معدود من الفرسان. وكان يتكهّن.
«1295» - قال الجاحظ: كان مسيلمة قبل التنبّؤ يدور في الأسواق التي بين دور العجم والعرب كسوق الأبلّة وسوق الأنبار وسوق بقّة وسوق الحيرة، يلتمس تعلّم الحيل والنيرنجات واحتيالات أصحاب الرقى والنجوم، وقد كان أحكم حيل الحزاة وأصحاب الزجر والخطّ. فمن ذلك أنه صبّ على بيضة من خلّ حاذق قاطع فلانت حتى إذا مدّدها استطالت واستدقّت كالعلك، ثم أدخلها قارورة ضيقة الرأس وتركها حتى انضمّت واستدارت وعادت كهيئتها الأولى، فأخرجها إلى قومه وادّعى النبوّة فآمن به جماعة منهم وقيل فيه: [من الطويل]
ببيضة قارور وراية شادن ... وتوصيل مقصوص من الطير جادف

الصفحة 352