كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 7)

أحوج إليها لأنهم أهل عمد وطنب، وحلّ وترحال، فلهم في كلّ نوء حال يصرّفون أمرهم عليها.
1298- وقد قيل لأعرابيّ: ما أعلمك بالنجوم؟ قال: من الذي لا يعلم أجذاع بيته؟
1299- وقيل لأعرابيّة: تعرفين النجوم؟ قالت: سبحان الله أما نعرف أشياخنا وقوفا علينا كل ليلة؟
«1300» - ولهم فيها أسجاع محفوظة متداولة.
قالوا: إذا طلع النجم عشاء ابتغى الراعي كساء.
إذا طلع الدّبران توقّدت الحزّان، واستعرت الدبان، ويبست الغدران.
إذا طلعت الجوزاء توقّدت المعزاء وأوفى على عوده الحرباء، وكنست الظباء، وعوق العلباء، وطاب الخباء.
إذا طلع الدراع حسرت الشمس القناع، وأشعلت في الأفق الشعاع، وترقرق السراب بكل قاع.
إذا طلعت الشعرى، نشّفت الثرى، وأجن الصرى، وجعل صاحب النحل يرى.
إذا طلعت الجبهة، كانت الولهة، وتغارت السفهة.
إذا طلع سهيل، طاب الليل، وحدى النيل، وامتنع القيل، وللفصيل الويل، ورفع كيل، ووضع كيل.
إذا طلعت الصرفة، اختال كل ذي حرفة، وجفر كل ذي نطفة.
إذا طلعت العوّاء، ضرب الخباء، وطاب الهواء، وكره العراء، وسنن السقاء.
إذا طلعت السماك ذهبت العكاك، وقل على الماء اللكاك.

الصفحة 358