كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 7)

قيس نحو قومه وهو يقول [1] : [من الطويل]
تذكّر ليلى حسنها وصفاءها ... وباتت فأمست [2] لا ينال لقاءها
ومثلك قد أصبيت ليست بكنّة ... ولا جارة أفضت إليّ حياءها
سرّها، ويروى حباءها، يقول: أخبرتني بما تكتم وتسرّ.
إذا ما اصطبحت أربعا خط [3] مئزري ... وأتبعت دلوي في السماح [4] رشاءها
ثأرت عديّا والخطيم فلم أضع ... ولاية أشياخ [5] جعلت إزاءها
ويروى ورثت عديّا.
ضربت بذي الزّرين ربقة مالك ... وأبت بنفس قد أصبت شفاءها
طعنت ابن عبد القيس طعنة ثائر ... لها نفذ لولا الشّعاع أضاءها
الشّعاع بالفتح المنتشر.
ملكت بها كفّي فأنهرت فتقها ... يرى قائما من دونها [6] ما وراءها
يهون عليّ أن يروع جراحها ... عيون الأواسي إذ حمدت بلاءها
وشاركني [7] فيها ابن عمرو بن عامر ... خداش فأدّى نعمة وأفاءها
وكانت شجى في النفس ما لم أبؤ بها ... فأبت ونفسي قد أصبت دواءها
وكنت امرءا لا أسمع الدهر سبّة ... أسبّ بها إلا كشفت غطاءها
__________
[1] ديوان قيس: 3.
[2] ديوانه: فأمسى.
[3] حط: بالحاء المهملة وبالخاء.
[4] الديوان: السخاء.
[5] في رواية:، وصابة أشياخ.
[6] الديوان: من خلفها.
[7] في رواية: وسامحني، وساعدني.

الصفحة 379