كتاب تفسير الماتريدي = تأويلات أهل السنة (اسم الجزء: 7)
وقَالَ بَعْضُهُمْ: المسجد - هاهنا - الكنيسة أو البِيعة.
وقوله: (وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا).
أي: ليهلكوا ما علوا به، أي: ما غلبوا به وقهروا، أي: الأسباب التي بها عصوا.
وقال أَبُو عَوْسَجَةَ: (مَا عَلَوْا)، أي: ليفسدوا ما أهلكوا، والتَّبَار: الفساد، يقال: علوت الشيء، أي: ملكت:
وقوله - عزّ وجل -: (عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8)
يحتمل: أن يكون ذلك لأُولَئِكَ الذين تقدم ذكرهم، وفيهم نزل ما نزل، يرحمهم إن تابوا، ويشبه أن يكون على الابتداء: عسى ربكم أن يرحمكم بمُحَمَّد.
(وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا).
أي: وإن عدتم إلى التكذيب والعصيان عدنا إلى العقوبة والقتال إلى يوم القيامة.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا).
قيل: سجنًا لا يخرجون منها، وقيل: محبسًا، وحصيرًا يحصرون فيها، والله أعلم.
* * *